المسناوي عزيز
استنكرت ساكنة حي أيت مو الإهمال االكبير الذي تتعرض له المقبرة الواقعة بحي ايت مو التي يعود تاريخ انشائها الى سنوات مضت. فقد كانت المكان الوحيد لإحتضان موتى أحياء ايت مو و ارشكيكين و تجرئة انس و بولشفار، وبرغم من قدمها و امتلائها لا زالت تستقبل موتى المسلمين إلا ان ذلك لم يشفع لها و اصبحت اليوم نموذجا لما تعيشه بعض مقابر المنطقة من اهمال و لا مبالاة ،حيث أصبحت وكرا لجميع الفواحش وبعض الممارسات غير المباحة والمقصود هنا الباحثين عن ” المتعة الجنسية ” التي لم تحترم قدسية المكان و الموبقات و الإنحرافات فوق رفات الأموات من دون حسيب ولا رقيب .
وبرغم كل ما وفرته الدولة من مبالغ مالية قصد تأهيل المقابر لإعادة الإعتبار لها وحمايتها إلا أن الواقع يعكس مظهرا مناقضا بهذه المقبرة، فانتشار الفضلات و القاذورات و حتى قارورات الخمر حيث أصبح ديكورا مألوفا يكاد ينطق الموتى، زيادة على أنها اصبحت مكانا مفضلا للقاءات الغرامية ،و ملاذا مفضلا للمتسكعين، وبسبب انعدام الانارة بالمقبرة حيث يظطر المواطنين الى استعمال أضواء الهواتف المحمولة لدفن الموتى .
المقبرة المفروض فيها أن تكون مكانا آمنا مثل مسجد له حرمته أكثر من أي مكان آخر بل اصبحت تشكل خطرا على المواطنين و لاسيما في وقت متأخرة من الليل ، كما أنها مغطاة بالأشواك و الحشائش و النباتات التي باتت تغطي معظم القبور وهو ما يجعلها أيضا فضاءا لتكاثر الزواحف و الحشرات السامة التي تشكل خطرا على السكان. كما انها تحجب القبور اذ اصبحت عائلات الموتى تجد صعوبة قصوى في العثور على قبور ذويها ، وحملت الساكنة مسؤولية الوضع الذي توجد عليه المقبرة المذكورة الى المجلس الجماعي الذي لم يكلف نفسه عناء تطهيرها من الأشواك و الازبال التي اصبحت تحجب اغلبية القبور .
والمقبرة تحولت الى مطرح للازبال و اسطبل للحمير و البغل دون الحديث عن الحيوانات الضالة من كلاب و قطط جائعة و غيرها الباحثة عن الطعام بعد أن انهارت اسوارها و اخص بالذكر انهيار الجانب المحادي للواد بسبب قدمها و تأثرها بالتقلبات الجوية في غياب اي صيانة او حماية، في وقت كان المجلس الجماعي السنة الفارطة التزم مع جمعية بالحي المذكور ببناء جدار أمني اسمنتي المحادي للواد يمنع الدخلاء من ولوجها بعدما قامت الجمعية بشييد ثلاثة واجهات لسور المقبرة على اساس ان يتم صون كرامة الموتى بها و ألا تنتهك حرمتها من طرف بعض المتطفلين و السكارى و المتسكعين و تتحول الى مكان لممارسة الرذيلة اعتبارا لقدسيتها .
لهذا تطالب الساكنة من المجلس الجماعي ان يتحرك من أجل بناء الجانب المحادي للواد و تعيين حارس مع تشغيل عمال يسهرون على نظافتها و صيانتها حفاظا على ذاكرة الأموات ، وفق التعاليم الإسلامية السمحة التي تجعل منزلة المقابر من منزلة المساجد .