أفادت المديرية الجهوية لإدارة السجون وإعادة الإدماج بجهة بني ملال خنيفرة ، انها نظمت ، أمس الاثنين بالمقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، لقاء ثقافيا لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسة مع الفنان التشكيلي والكاتب عبد الله لغزار حول روايته: “فتنة السنونو” بحضور ومشاركة الكاتبة والروائية أمينة الصيباري، والاستاذ عبد الغني بلقصير، اللقاء الذي صاحبته وصلات موسيقية بالعزف على آلة العود من أداء نزيل بالمؤسسة.
وكان اللقاء فرصة للتواصل بين النزلاء والكاتب حول الرواية ومضمونها وأبعادها الخارجية والنفسية والفكرية والاجتماعية، من خلال مداخلات قيمة التقت في مجملها حول كون رواية “فتنة السنونو” شكلا لغويا يجمع بين الشعري والسردي، وميزة توظيف الدارجة المغربية في الرواية وحول التقاطعات الممكنة بين سيرة الكاتب الذاتية وسيرته الشخصية، وما أتاحه هذا النص من تأويلات وقراءات، وكذا حضور تقنية الوصف المرتبط بالجوانب الوجدانية للشخصيات وما أتاحته من مساحة وخلفية للعناصر الأساسية في الرواية من خلال تصوير الشخصيات وبناء الأحداث والأمكنة، وما قدمته للقارئ من صور دقيقة ساهمت في إعطاء جمالية وحضور الفن التشكيلي (الرسم) كروح محلقة على العمل، وما ينشده من أمل من خلال احتفائه بالهامش وتخليده لمدينة تادلا، و ما خلفته الأمكنة والفضاءات التي تحيل عليها الرواية من أثر بالغ في تتبع ثنايا أحداث النص.
ولم يفت الكاتب عبد الله لغزار التعبير عن مدى سعادته بالاهتمام الذي حظيت بها الرواية من طرف النزلاء من خلال قراءتهم المتمعنة والمتفحصة لكل جوانب الرواية، كما لم يفوت فرصة اللقاء لحث السجناء على القراءة والكتابة، معبرا عن استعداده مشاركة النزلاء تجربته في الفن التشكيلي من خلال تأطير ورشات فنية في الرسم.
من جانبه، اكد المدير الجهوي لإدارة السجون وإعادة الادماج لجهة بني ملال خنيفرة حسن اعناية، على أن المديرية ستواصل تنظيم لقاءات فكرية وثقافية أخرى من خلال الانفتاح على مبادرات فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية بالجهة، منوها بالمبادرة التي أقدم عليها مجموعة من الكتاب والمبدعين بتنسيق مع الكاتبة أمينة الصيباري، من خلال تقديم كتب لفائدة السجناء وعزمهم الانخراط في سلسلة اللقاءات التي سيتم تنظيمها بالمقهى الثقافي بالمؤسسة.
وتأتي هذه المبادرة، في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية التي أحدثتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي يتم من خلالها تمكين السجناء من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء للإدماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.