عبد الكريم جلال
في إطار أنشطته الموازية، ولتحقيق أهم أهدافه، والتي من بينها التعريف بالتراث الجهوي وبالمنتوجات الجهوية وتشجيع السياحة الثقافية، يحاول المركز القيام بزيارات ميدانية لكل المناطق التابعة لجهة بني ملال خنيفرة ديرا وسهلا وجبلا لجرد تراثه وتصنيفه والوقوف على حاله والتعريف بقيمته وبالأخطار التي تهدده والتواصل مع المجتمع المدني والمهتمين من أجل ربطه بالتنمية المستدامة.
وفي ذات السياق نظم مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية الجهوية جهة بني ملال خنيفرة بمركز تيلوكيت/ إقليم أزيلال، لقاء تحسيسيا وتواصليا لفائدة فقهاء جماعة تيلوكيت حول موضوع: “مؤسسة الفقهاء دعامة أساسية في تجسيد المذهب المالكي والحفاظ على التراث الثقافي”.
في البداية افتتح هذا اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم جاءت كلمة الباحث لحسن عزيم التي شكر فيها الحاضرين من الفقهاء والأساتذة على حضورهم وعلى تجشمهم عناء الطريق من أجل المشاركة في هذا اللقاء وذكر الحضور بمدى أهمية مؤسسة الفقيه بالمغرب.
وفي كلمة مديرة مركز معابر الأستاذة سعاد بلحسين أشارت إلى دور الفقيه باعتباره أحد أهم النخب الدينية والعلمية في التاريخ المغربي وما كانت تحظى به هذه النخبة من مكانة اجتماعية وعلمية بارزة باعتبارها مرجعية دينية، والأدوار الطلائعية التي لعبها هؤلاء الفقهاء والعلماء، بحيث لا يمكن الحديث عن التراث الديني بالمغرب في غياب مؤسسة الفقهاء والمغرب بفضل توجهاته المذهبية والعقدية منذ الفترة المرابطية حتى اليوم، تحت الرعاية السامية، المغرب خلق الاستثناء في العالم الإسلامي عبر تاريخه الطويل، بحيث كنا أمة يُشهد لها في العالم الإسلامي بالكفاءة وبالمرجعية الفقهية والصوفية. وأضافت أن المجتمع اليوم في أمس الحاجة لدور الفقهاء وإلى توازن روحي أكثر من أي وقت مضى.
وفي مداخلة الباحث عبدالله شيفاوي ركز على دور الجامع/ المسيد/ الكتَّاب في تنشئة النشء وتعليمهم حفظ القرآن وآدابه وما يرتبط بذلك من لوحة ودواية وقلم وصلصال ولوحة.
وقد تخلل هذا اللقاء قراءة جماعية لجزء من سورة الفتح وكذلك جزء من البردة والهمزية… ليفتح بعد ذلك نقاشا مفيدا وبناء بين الأساتذة والفقهاء، تناولوا فيه مجموعة من القضايا ومجموعة من التوصيات.
وفي مساء نفس اليوم تمت زيارة موقع إيمي نوارك الذي يتميز عن غيره كونه منطقة سياحية بامتياز، باعتباره يتوفر على مناظر طبيعية خلابة تجعل الانسان يكتشف أسرار وسحر هذا الكون. واد أحنصال يجري بجوار كاتدرائية تعتبر مفخرة الأطلس الكبير الاوسط وملاذ عشاق الطبيعية…