لقد قيل الشيئ الكثير عن التعليم وعن المدرسة والثانوية والجامعة وقيل ان التعليم هو قاطرة التنمية واداة نحو التقدم والرقي .لما اشتدت الحرب النازية على بريطانيا ودمر القصف الجوي الالماني كل المرافق الحيوية ، جاء مستشاروا رئيس الوزراء انذاك سورشل يسألوه :ما العمل والبلاد دمرت فسألهم عن احول المدارس والجامعات ، فقالوا له الكل يدرس ،وان الحياة العلمية غير متوقفة .فقال لهم ما دام التعليم بخير فان البلاد بخير .
ابان الحرب الكورية -الكورية خلال خمسينيات القرن الماضي تم تدمير كل المرافق والمؤسسات التعليمية ولكن التعليم لم يتوقف واستمر الجميع في التدريس والدراسة ليل نهار تحت ضوء القمر وتحت ظل الأشجار .
انها دروس وعبر والنماذج كثيرة ومتعددة ومنها بلدنا الحبيب فرغم كل محاولات الاستعمار، ظل المغاربة صامدين واخذوا العلم والمعرفة وجعلوا منه سلاحا ضد المستعمر الساعي الى القضاء على الهوية والحضارة المغربية ودافعوا على المدرسة المغربية الوطنية الحرة وتخرجت منها اجيال متشبعة بالمعرفة العلمية و بالقيم الوطنية والإنسانية.اجيال ذات شخصية متفردة ومتميزة تعرف ما لها من حقوق وما عليها من واحبات .شخصية تؤمن بالعلم وتعمل بالقيم النبيلة من حوار وتعايش وتعاون وتضامن وتسامح دون ان تتنازل عن وطنيتها ومغربيتها ووحدة البلاد ومصالحه العليا .
رغم ما يقال اليوم عن وضع التعليم في بلادنا ورغم ما نشاهده ونراه في اطفالنا وشبابنا وحتى كهولنا من امور واشياء قد لا تعجب كل غيور على ما ينبغي ان يكون عليه خريجوا المدارس والثانويات والجامعات المغربية معرفيا وعلميا وقيميا رغم كل شيئ فان” الخير كل الخير” لا زال قائما في كل الاحيال وما علينا جميعا الا الإيمان اولا بامكانياتنا وقدراتنا وان نلتف حول المدرسة المغربية من التعليم الاولي الى التعليم العالي وان نعمل بكل صدق واخلاص وان نؤمن قولا وفعلا بان التعليم هو السبيل الوحيد نحو التنمية وان تكوين المواطنات الصالحات والمواطنين الصالحين المؤهلين علميا ومعرفيا واخلاقيا هو السبيل الوحيد للتقدم .
يجب ان نحارب كل انواع اليأس والتبخيس والاحباط وان ننشر ثقافة الامل والتحفيز والنجاح وان نأخذ بيد اطفالنا وشبابنا لانهم مستقبل هذا الوطن الذي يجب ان يكون غاليا على كل مغربي ومغربية