نورالدين ثلاج
حتمت البطالة وغياب فرص العمل بمدينة خريبكة على الشباب اللجوء لكل الوسائل المتاحة بين أيديهم لتجاوز أزمة العطالة والتغلب على قلة اليد و العوز الذي تعيشه مختلف الأسر بـ”عاصمة الفوسفاط”، فالتجؤوا إلى التعاطي للمخدرات والسرقة من جهة للانتقال إلى عالم الأحلام والعيش فيه لساعات ومن جهة لتوفير “البقشيش” لاقتناء القرقوبي الذي ينسيه مرارة البطالة وانسداد أفق التشغيل…
أصحاب السوابق وشباب طائش يجد متعته في تعاطي المخدرات و استهلاك الحبوب المهلوسة” القرقوبي” التي انتشرت في جل أحياء المدينة وأصبح الحصول عليها أمرا يسيرا، حيث أصبحت تجارة مربحة للشباب الخامل الباحث عن الربح السريع، فيما حقق تلك الحبوب السعادة الخيالية لشبابٍ تخلوا عن مقاعدهم بالمؤسسات التعليمية، وآخرين وصلتهم تلك الحبوب إلى غاية باب المؤسسة دون عناء، فتحولت المؤسسات لفضاء للصراع بين التلاميذ من جهة وبين التلاميذ وأساتذتهم من جهة ثانية، حيث تكون “حبوب الهلوسة” سببا رئيسيا في تلك المشاحنات.
اتساع رقعة الاتجار في القرقوبي بمدينة خريبكة في غياب مقاربة أمنية هدفها اقتلاع هذه الآفة من جذورها، أدى إلى حوادث دموية بين المتعاطين لها بأحياء “درب ولد سي بوعبيد”، “الزيتونة”، “الانبعاث” ، “حي الفتح”، “النهضة”، إضافة إلى اصطدامات بين المدمنين عليها وآبائهم، فتتحول النصيحة إلى مواجهات بالأسلحة البيضاء والهراوات وتنتهي بقسم المستعجلات…
آفة التعاطي للقرقوبي تدفع العديد من المدمنين إلى البحث عن المال بشتى الطرق، فيعمدون إلى اعتراض سبيل القتيات بالأحياء الهامشية و سلبهن ما يملكن من مال، هواتف تحت التهديد بالسلاح الأبيض أو تهديد أولياء أمورهم وابتزازهم من أجل الحصول على ما يؤمنون به هذه الحبوب، الأمر الذي دفع بآباء وأولياء أمور إلى دق ناقوس الخطر من أجل تحرك الجهات الوصية وعلى رأسها رجال عبداللطيف الحموشي لاستئصال الورم من جذوره