نورالدين ثلاج
لم تكن تعلم الفتاة التي تبلغ من العمر 13 سنة أن إعداد “الكوتي” سينتهي بمأساة واحتراق جسدها وجسد شقيقتها التي لم يتجاوز عمرها 3 سنوات، ويتحول جو البساطة والعفوية إلى حزن كبير.
مساء أول أمس الجمعة 10 مارس كان يوما مشهودا، عندما شرعت الشقيقة الكبرى في التحضير لإعداد كوب شاي، دون أن تنتبه إلى أن “الكراج” الذي تجتمع فيه الأسرة لتناول وجبات الأكل وتعد فيه الأم الطعام أنه مخصص لبيع البنزين بالتقسيط، وأن أرضية ذلك “الكراج” مبتلة بالبنزين، فاقتربت من قنينة الغاز الصغيرة”بوطا” وحاولت تغلية الماء فاندلعت النيران فيها وفي شقيقتها الصغيرة، فخرجت مسرعة صوب الخارج فيما ظلت الصغرى تصرخ والنيران تأكل جسدها الصغير، لمدة لا تقل عن خمسة دقائق، قبل أن تعانقها يد الأم وتخرجها من “الكراج” خارجا، ويتلقفها أحد المارة وينقلها على عجل صوب المستشفى الإقليمي، حيث وصفت حالتها بالخطيرة بعدما أصيبت في جل مناطق الجسد.
لم تنتهي المأساة عند الطفلة الصغرى، بل حتى الكبرى أصيبت بحروق خطيرة استدعت نقلها صوب ذات المستشفى على متن سيارة الإسعاف التي حلت بعد 40 دقيقة عن اندلاع الحريق، حيث تجمهر الجيران حول الفتاة التي ظلت تئن من شدة الحروق، فيما غاب الأب الذي كان يبحثن عن لقمة العيش بعربته المجرورة.
مأساة الشقيقتين ما كانت لتحدث لولا غياب المراقبة وغض السلطة المحلية الطرف عن بيع مادة خطيرة بشكل عشوائي وبدون ترخيص، خاصة وأن هذه الظاهرة تعرف انتشارا واسعا في حي الزيتونة والبيوت ونقاط عديدة بالمدينة، ما يعرض حياة الأشخاص للخطر في لحظة وحين .