كريم المصلي
فشلُوا في إنجاز المشاريع، ونجحُوا في استنزاف الوقود. هذا هو حال بعض المجالس المُنتخبة بجهة بني ملال خنيفرة والمغرب عموما، وبإقليم بني ملال على وجه الخصوص.
فلاحديث بين العديد من المواطنين، و بعض الموظفين بعدد من هذه المجالس، سوى عن استهتار بعض رؤسائها في تدبير الميزانية المخصصة للوقود للتنقل عبر سيارات المصلحة. فلاتسمع عن الشُّح بقدر ما تسمع عن الكرم الحاتمي لملأ سيارة “جابها الله” عن اخرها بالوقود والتنقل بواسطتها لأغراض إدارية أو شخصية دون رقيبٍ أو حسيبٍ.
ففي الوقت الذي تنهج فيه الدولة سياسة ترشيد النفقات في مختلف المجالات،لاسيما فيما يخص اقتناء السيارات، ودعوتها للاستعمال المُعقلن للكازوال والبنزين،نجد بعض المنتخبين من أصحاب الولائم ومُحبي موائد “التريتورات” في المجالس والمنازل، لايهدأ لهم بال إلاَّ وَهُم يُبَدِّرون ويستنزفون الوقود، ويُكبِّدُون ميزانيات مجالسهم خسارة فادحة تتعلق بالاستعمال الفاحش والمُفرط لهذه المادة(الوقود)، خصوصا مع ارتفاع أثمنتها إلى مستوى قياسي يتوَّجب معه التدبير المُعقلن وليس الاستهلاك المفرط و”المُفَرْعَنْ” وهذه الكلمة الأخيرة مُشتقة من “التفرعين” المُنطبق على بعض هؤلاء المُنتخبين.
فهل ستقوم،إذن، هذه المجالس بترشيد نفقاتها في استعمال الوقود؟ أم انها ستتمادى في ذلك!. مما سيتطلب معه في هذه الحالة تدخل المجلس الأعلى للحسابات ، و الولاة والعمال باعتبارهم السُّلطة الوصية للحد من هذا الاستنزاف غير المعقلن وغير المبرر.
ملحوظة هامة : للتأكد، فيكفي جرد وفحص بسيط لميزانية استهلاك الوقود ومقارنتها بحركية بعض هذه المجالس المشلولة وبعدد سياراتها “المعطوبة”، والعطب هنا ليس تقنيا أو ميكانيكيا ولكنه تَدْبِيرياً.