عزيز المسناوي
تم مساء أمس الثلاثاء 23 غشت 2022، السيطرة على الحريق بنسبة 100 في المائة الذي كان قد انتشر في عدد من النقط، منها النباتية (منطقة تنتشر بها بكثافة عشبة ما يصطلح بتسميتها “الشديدة”) ومنها الغابوية على مستوى الطريق من مدخل إفران قدوما من أزرو، و انطلاقا من منطقة الكديات قرب مطار إفران بتراب جماعة بن صميم إلى منطقة جبل ميليتير تجاه جماعة تيزكيت على طول الطريق ما بين أزرو وإفران والطريق المؤدية إلى الحاجب.
وأفادت مصادر من عين المكان بأن فرق مكافحة النيران المكونة من مختلف السلطات والمصالح المعنية تمكنت من تحويط الحريق الغابوي المندلع منذ الساعة السابعة صباحا من أول أمس الاثنين حيث تمت تعبئة فرق للتدخل مكونة من فرق الإطفاء وبإستعانة بثلاثة طائرات من نوع “كانادير” التي نفذت ما لا يقل عن 8 طلعات إطفائية جوية لصب المياه لتحويط رقعة النيران بشكل تام ونهائي، بالاضافة الى مشاركة عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والجيش الملكي والمياه والغابات، فضلا عن متطوعين شباب من مناطق بالإقليم وعمال المستفيدين من برنامج “أوراش” ،و متطوعين من الساكنة مدعومين بآليات إطفاء ووسائل يدوية لمعالجة و إخماد أماكن الجمر المتبقية و العمل على تحييد خطر نشوب النيران من جديد، حيث واجهت كل هذه الفرق صعوبات كثيرة لاحتواء النيران، تمثلت في هبوب رياح قوية (الشركي) وارتفاع القياسي لدرجة الحرارة.
وبخصوص الخسائر المسجلة، فقد أتت النيران على ما يناهز، بحسب أولى المعطيات وفي غياب بلاغ رسمي، وإستنادا إلى متتبعين من عين المكان ومهتمين بالشان المحلي وخاصة البيئي، على هلاك حوالي 1200 هكتار من منطقة بها نباتات شوكية (الشديدة) وأشجار متنوعة على مستوى المنطقة بتراب جماعة بن صميم ، وحوالي 400 هكتار منها 200هكتار غابوية.
وحسب مصادر ذاتها، فإنه لم يتم تسجيل أي إصابات بشرية بسبب الحريق، إذ تمت عملية إخلاء محيط مطار إفران والمناطق المجاورة له من الرحل فور إنلاع الحرائق، فيما حظيت المخيمات الصيفية المتواجدة بمنطقة بن صميم بإهتمام ورعاية من قبل السلطات الجهوية و الإقليمية و المحلية فضلا عن الأطر الإدارية لكل من الثانوية التأهيلية علال الفاسي بإفران والثانوية التأهيلية طارق بن زياد بآزرو، إلى جانب مساهمة الجماعة الترابية لآزرو وكذلك قيادة مخيمات الأطلس المتوسط، وعناصر الكشافة الجوالة.
العملية التي جرى خلالها توزيع وإلحاق الأطفال المخيمين الذين تم إستقبال فئة منهم بداخلية ثانوية علال الفاسي 367 طفل وطفلة، فيما إستقبلت داخلية ثانوية طارق العدد الباقي من مجموع 540 شخصا رفقة المؤطرين وعمال الطبخ والنظاقة بداخليتي كلتي المؤسستين.
وفي سياق حرائق منطقة كوديات و الغابة المجاورة المسماة بغابة ميليتير، أوردت المصادر ذاتها، أن النيابة العامة توصلت إلى هوية من وراء إشعال النيران، وقد تم توقيف ثلاثة أشخاص ينحدرون من بن صميم حيث ثم وضع المشتبه الرئيسي من بينهم رهن الاعتقال الاحتياطي للإشتباه بتورطه في التسبب في الحرائق المذكورة، وهو ما سيتم تأكيده بعد الانتهاء من التحقيقات، فيما تمت متابعة الاثنين الآخرين في حالة سراح، في حين تُجْري الضابطة القضائية للدرك الملكي برئاسة قائد السرية الدرامية بآزرو بحثا معمقا حول ظروف نشوب هذا الحريق، وتشخيص كل من يكون وراء ذلك، وذلك تحت إشراف الوكيل العام لدى استئنافية مكناس الذي يبقى في انتظار استكمال التحقيقات والأبحاث ليتأتى ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء ذلك.
