الحبيب المصطفى
تفاجأ العديد من المواطنين ببني ملال باقدام بعض أصحاب محلات بيع الوجبات السريعة، بزيادات صاروخية وغير منطقية تفوق قدرة الطبقة المتوسطة، ومابالك بالطبقة الهشة. فقد أصبح من شبه المستحيلات ان تشتهي أنفس “الدراوش” وجبة طاكوس مثلا. فاحد المحلات ببني ملال (لاداعي لذكر اسمه) ، و الذي حدد ثمن هذه الوجبة في بداية افتتاحه في 15 درهم، وبعد مرور ايام قليلة، وضمانه للزبناء، قرر الرفع من ثمنه إلى 25 درهم، ليتفاجأ هؤلاء الزبناء بزيادة اخرى حددها في 30 درهم للوجبة الواحدة من “طاكوس+ فريت”. لكن الأنكى والأغرب، وحين يطغى الجشع والطمع، قرر صاحب المحل بيع هذه الوجبة ب30 درهم حتى بدون بطاطس”فريت” ،رغم ان حشوة الوجبة عبارة عن بطاطس و5 كيلومترات مابين قطعة الداند والقطعة الاخرى! . هذا، في الوقت الذي تُخفض فيه أغلب المطاعم مبلغ 5 دراهم في حال أراد الزبون الوجبة بدون “فريت”. وهذا ما صرح به أحد المواطنين الذي صدمه صاحب المحل بقولة :” انا درت هاد الثمن بالفريت او بلافريت وانا قاد عليه”، وكأنه مقبل على إعداد مقابلة للملاكمة،وليس وجبة أكلة سريعة كان الاحرى عليه مراعاة القدرة الشرائية لزبائنه الذين اغلبهم من الطبقة الشعبية ، او على الأقل احترام أخلاقيات هذه المهنة الشريفة التي يُعتبر فيها الزبون كما يقول المثل الشائع “un roi” .أما بعض المحلات فاصبحت تبيع وجبة “بوكاديوس” بثمن 10 دراهم بعدما كان ب7 دراهم رغم ان جميع مكوناته من الخضر والبيض لم يطرأ عليها اي زيادة، اللهم الفريت الذي نعلم جميعا كم من الوقت تستعمل زيته في الطهي مما يجنب الباعة اي خسائر.
لكن وفي المقابل، وللأمانة، وفي الوقت الذي يُعَبر بعض هؤلاء عن جشعهم وطمعهم، نجد البعض الاخر من أصحاب المأكولات يراعي القدرة الشرائية للمواطن، ويتحملون قسطا من الزيادة في بعض السلع الاولية التي يستعملونها، ويقررون الزيادة بشكل معقول ومنطقي في اثمنة الوجبات السريعة ، فتجدهم يشهرون ثمن 25 درهم لوجبة طاكوس+فريت، و20 درهم لوجبة “بيزا” ماركاريتا. وثمن 13 درهم لباقي الوجبات+فريت (سوندويش صوصيص،داند،كفتة…). بل هناك محل لاداعي لذكر اسمه يحدد ثمن طاكوس+فريت بثمن 23 درهم فقط، ولافرق في مذاقه مع صاحب 30 درهم بدون فريت.
ولعل هذه الفوضى التي تعرفها بعض المحلات ترجع بالاساس إلى المنافسة الحرة وحرية الأسعار ، ثم غياب المراقبة اليومية، من طرف المصالح المختصة، مما يزيد من تشجيع البعض في التمادي في جشعه وطمعه واستنزافه لجيوب المقهورين الذين سيأتي يوم لن يقدروا فيه على أكل هذه الوجبات التي ستبقى حكرا على أصحاب الجاه والمال ، دون مراعاة للقدرة الشرائية لساكنة بني ملال التي تبقى مدينتهم في الاول والاخير مدينة هشة وسكانها أغلبهم يعيشون الهشاشة و”محنين من كل قنت”.
وكما قالت المهاجرة المغربية :” مكاينش غا خنوش واحد ، كاين بزاف من خنوش”.
بدل الحديث عن الزيادات من المستحسن إطلاع القراء على الطرق و الوسائل الناجعة لمواجهة التضخم!!وتوجيه المستهلك عبر مقارنات بين المواد و كيفية إستبدال منتوج بآخر وتغيير نمط الإستهلاك بما يخدم التحكم في الأثمنة.وأيضا نشر قائمة بأسماء منتوجات تحترم القدرة الشرائية للمواطنين مما يمكن من محاربة الجشع