عجيب أمر هذه الحكومة وخصوصا وزارتها في التربية الوطنية حيث تكشف يوما بعد يوم عن قصور النظر عندها وبعدها التام عن حقيقة المشاكل البنيوية المزمنة والقاتلة التي تشل القطاع وتمنعه نهائيا من التطور.
فعوض الانكباب الجدي والحقيقي على التغيير الجذري للبرامج والمناهج ومعالجة المشاكل البنيوية لقطاع التعليم وما تفرزه من اكتظاظ وهدر مدرسي ونفور ولا مبالاة العاملات والعاملين بالقطاع ووأد جاذبية المدرسة وتعميق انفصامها المرضي عن المجتمع، هاهي الحوارات الثنائية بين الوزارة والنقابات المعلومة تبيض بيضة نشاز أسموها “منحة التحفيز”.
واعتقد جازما أن هذه البيضة الفلكلورية لن تزيد الوضع إلا احتقانا، كما لن تزيد القطاع إلا فشلا وبعدا عن قطار الإصلاح المنشود.
منحة إن تم تنزيلها في الظروف الحالية وبشروط النسبة الهزيلة (حوالي 10 في المائة) فمن شأن ذلك نشر الفتنة والصراعات الشخصية والجانبية بين أطر هيأة التدريس من جهة وبينها وبين الإدارة من جهة أخرى، لأن هذه المنحة/الطعم تحكم نظريا ومنذ أول فكرة على 90 في المائة من نساء ورجال التعليم بأنهم غير منخرطين في عملية (التجويد) وبأنهم خارج السياق والتاريخ وجغرافيا الإصلاح وتأسيس (مدرسة الجودة)!!!!
كما من شأن ذلك تكريس المزيد من ثقافة ونهج الريع والتنافس غير الشريف بين النقابات القطاعية من أجل الاستفادة من هذه المنحة، وبالتالي سيتم دق آخر مسمار في نعش المدرسة العمومية قبل إيداعها مثواها الأخير: مقبرة التاريخ.