جمال مايس \ عبد العزيز هنــــو
عودة المغرب إلى بيته ومكانه الأصلي بإفريقيا والتي جمعت عليها دول القارة أجمع على أنه نموذجا للحكامة الجادة والواقعية والفعالة التي تجمع بين التقاليد والتقدم مع الاندماج في مسلسل العولمة حيث أصبحت افريقيا تعيش اليوم نقطة تحول أساسية في تاريخها، ومدعوة إلى استغلال الفرصة لتقوية نفسها “وخاصة الاستفادة من التجربة الحكيمة التي ينقلها المغرب لجميع الأفارقة ،ولترجمة هذه الفرحة على أرض الواقع في خضم المبادرات التي تقوم بها بعض جمعيات المجتمع المدني ، نظمت جمعية اولاد سعيد للتنمية المستدامة بوعشوش بمدينة بني ملال بعد زوال يومه الخميس 16 من مارس الجاري حفل استقبال على شرف 30 طالبا إفريقيا بكلية العلوم والتقنيات وهم من جنسيات مختلفة إضافة إلى طفل صغير12 سنة من أب مغربي وأم غابونية اندمج مع أقرانه ببني ملال ، هذا الأخير وأثناء إعطائه الكلمة جهش بالبكاء وهو يشكر الجمعية وسعيد جدا بهذه اللمة التي خلقت جوا من الحماس ومكنت من الإنسجام الحاصل في التعبير عن تذويب الفرق بين الجنسين الأبيض والأسود كون المغاربة والأفارقة لحمة واحدة وأن المغرب باعتباره أرض المحبة والسلم والسلام من السهل أن يندمج فيه المرء مهما كان .
وقد ألقيت كلمات تناوب عليها بعض أعضاء الجمعية من جهة وبعض الأفارقة من جهة ثانية لم تخل من الدعابة والرقص على وصلات موسيقية ، كل هذا بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وتحية العلم الوطني .
هذا وقد منحت لجميع الطلبة أقمصة كتبت عليها كلمة كلنا أفارقة وقبعات تحمل الشعار الوطني،كما تم تكريم شاب سينغالي استطاع مشغله أن ينقذه من التسول ليتعلم حرفة النجارة بكل إثقان وقد منحت له شهادة تقديرية ، وبعد وجبة الغذاء التي حضرها مدعوون يمثلون السلطة المحلية والجماعة وممثلي بعض الجمعيات الأخرى والاعلام ، أخذت صور تؤرخ لهذا الحدث المتواضع في حلته والعظيم في دلالته حيث تبودلت التحايا بين الجميع على أمل أن تتكرر مثل هذه المبادرة السارة.
وقد خلفت هذه المناسبة فرحا وسرورا كبيرين في نفوس الطلبة الذين شكروا الجمعية على هذه الالتفاتة الكريمة والتي تؤكد أن المغاربة شعب كريم ومتعايش مع جيرانه.
