فريكس المصطفى / تاكسي نيوز
أصبحت ظاهرة تكاثر حالات الانتحار والإقدام على محاولتها بجهة بني ملال خنيفرة وإقليم بني ملال ونواحيه في وتيرة تصاعدية، والمثير حقا في هذه الظاهرة هو كونها تنامت بشكل خطير، حيث شملت كل الفئات العمرية وكل الشرائح الاجتماعية ذكورا وإناثا حسب اختلاف الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكل فئة وذلك راجع الى مشكلات شخصية أو نتيجة لضغوط اقتصادية واجتماعية ،وحينما تنسد أمامهم الأفق، ولا يجدون خيارا إلا حبل يعلقونه في أحد الأعمدة ليقتلوا الذات بتلك الطريقة. وهناك من يتخذ سم الفئران كوسيلة للإنتحار وٱخرون يفضلون الارتماء من أعلى العمارات أو في أودية حيث تبقى أسباب وطرق الانتحار مختلفة، لكن الموت ومفارقة الحياة الشيء المشترك بين المنتحرين، إذ هؤلاء يختارون تلك الطريقة الصادمة للتخلص من مشاكلهم، خاصة وأن غالبيتهم يتركون أهاليهم في مشاكل اقتصادية واجتماعية جد مزرية.
في هذا السياق، فقد عرفت مدينة وادي زم تنامي هذه الظاهرة، بشكل متكرر خلال الآونة الاخيرة، إذ لم يمر سوى يوم واحد على واقعة انتحار شاب عشريني شنقا قبل يومين داخل منزل أسرته، حتى اهتزت مرة أخرى الساكنة الوادزمية على خبر انتحار سيدة ثلاثينية بشرب مادة سامة يرجح انها “الما القاطع”، حيث جرى نقلها إلى المستعجلات لكنها لفظت أنفاسها الاخيرة، تاركة وراءها 3 أطفال أصغرهم لا يتعدى ستة أشهر، وهو ما شكل صدمة كبيرة لزوجها ولأسرتها وجيرانها.
و للإشارة فإن بعض أقاليم جهة بني ملال خنيفرة ( الفقيه بن صالح واقليم ازيلال ) لم تسلم من هذه الظاهرة، حيث أقدمت مؤخرا سيدة بإلقاء نفسها من فوق سطح منزلها ببني ملال ، وهو ما يستوجب تكثيف الحملات التوعوية من طرف جمعيات المجتمع المدني، والاهتمام بالجانب النفسي لبعض الأشخاص الذين يعانون مشاكل نفسية داخل عائلاتهم.
ولعل انتشار هذه الظاهرة بكثرة ملحوظة دفعت الأمم المتحدة لإعلان اليوم العالمي لمنع الانتحار والذي يوافق يوم 10 ايلول/شتنبر من كل عام على أمل الحد من أعداده المتزايدة وأن الانتحار بين المراهقين والشباب بشكل خاص هو مشكلة عالمية تعاني منها جميع مجتمعات العالم السكانية في العصر الحديث، لأن متطلبات التكيف والعيش في المجتمعات الحديثة والدخل المحدود للفرد هي من احد الاسباب التي تؤدي بالإنسان أن يفكر في الانتحار، لكن السبب الحقيقي يكون في مشاعر كامنة ودفينة من عدم الرضا عن الواقع الذي يعيشه الإنسان نتيجة تراكم الضغوط المتعددة الأشكال منها العائلية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية…