افادت مؤسسة السجن المحلي لبني ملال ، ان القاص والروائي رضوان ايار، حل ضيفا بفضاء المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، مساء يومه الخميس 13 أكتوبر 2022، في لقاء مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول روايته ” لم نمت … ذاك المساء وكتابه القصصي المعنون بـ”.. وماذا لو دقوا جدران الخزان؟”.
اللقاء كان من تقديم الكاتبة والروائية أمينة الصيباري، افتتحته بالترحيب بضيف اللقاء، وقدمت نبذة مختصرة من سيرته الذاتية، مشيرة إلى أن احتضان المؤسسة السجنية لمثل هذه الأنشطة يشكل دعامة للثقافة والإبداع الأدبي والفكري عموما، ويسهم لا محالة بشكل أوسع في إغناء الرصيد المعرفي لنزلاء المؤسسة.
وقدم الكاتب في بداية اللقاء شكره للمندوبية العامة و لإدارة المؤسسة السجنية على الدعوة الكريمة التي حضي بها من قبلها، وفتح المجال أمامه لمناقشة أعماله الأدبية مع فئة خاصة من القراء، ألا وهم نزيلات ونزلاء المؤسسة السجنية قال فيها:” الشكر الجزيل لكل أعضاء إدارة السجن المحلي وللمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، على هذه الإمكانيات التي تضعها أمامنا ككتاب ومبدعين وأمام نزلائها، وهي بوعي كبير تشيد القناطر التي يسافر من خلالها النزيل خارج الأسوار، ليواكب محطات التغيير والإصلاح والتنمية في الخارج… وليواكب حركة الفنون والآداب وهي تطمح إلى تنقية الذوات، في أفق مجتمع الإنسانية… أشكر المندوبية بكل صدق وبكل عمق لأنها تنخرط بقوة كبيرة في التأسيس للمغرب الذي نشتهيه. مغرب القيم الإنسانية والصدر الرحب” .
لينتقل الكاتب للحديث عن العملين الأدبيين موضوع اللقاء؛ روايته ” لم نمت … ذاك المساء” كعمل سردي يتناول تيمة الحب في زمن الحرب، التي تلامس هذه التيمة بمرجعية نقدية مفتوحة على الواقع والمتخيل، استنادا على آليات جمالية أدبية متنوعة، تفتح مجالا أرحب لحوار فلسفي بين الفكر والأدب. مسترسلا حديثة حول باكورة أعماله الأدبية القصة الموسومة “وماذا لو دقوا جدران الخزان؟” التي تحتوي على سبع عشرة قصة قصيرة، تضم في ثناياها أجوبة مختلفة للسؤال المحوري “وماذا لو دقوا جدران الخزان؟.
فيما تلا ذلك حوار بناء جمع بين الكاتب والنزلاء الحاضرين، بمداخلات تناولت في مجملها دراسة نقدية للعملين موضوع اللقاء، من حيث طريقة البناء السردي و الجدل الذي خلقته الرواية بين الأدب والفكر، وعن عمق السؤال وكذا الأجوبة التي وردت في المجموعة وعن بلاغة سرد تفاصيل الأحداث بشكل مكثف، وما طبع المتن القصصي الذي قدم عبر لغة مركبة، منها الدارج والفصيح.
كما تخلل اللقاء إلقاء قصديتين شعريتين من طرف نزيلين رافقها عزف جميل على آلة العود من طرف نزيل بالمؤسسة، وكذلك تقديم وصلات فنية عذبة للطرب الكلاسيكي المغربي ، أدتها فرق محلية أطربت الحضور الكريم الذي بدوره صفق لها بحرارة.
من جانبه اعتبر مدير المؤسسة أن إدارة المؤسسة لن تدخر جهدا في دعم كل مبادرات القراءة الموجهة لفائدة النزلاء، منوها بالمبادرة التي أقدم عليها مجموعة من الكتاب من خلال تعزير رصيد المكتبة العلمي والمعرفي، لجعل الإبداع الأدبي والفكري أهم الانشغالات الثقافية والفكرية للسجناء.