افاد بلاغ للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خنيفرة، انها نظمت يومي السبت و الأحد 3 و 4 دجنبر 2022 بمقر الغرفة الفلاحية الجهوية ببني ملال، ندوة جهوية في موضوع: “فعلية الحقوق الثقافية: حماية و صيانة التراث و الولوج إليه، جهة بني ملال خنيفرة نموذجا” ،وذلك بمشاركة فاعلين مؤسساتيين و مدنيين وباحثين أكاديميين و أستاذة متخصصين في الشأن الثقافي بالجهة .
وافتتحت الندوة بجلسة افتتاحية تضمنت كلمتي الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان منير بنصالح و الكاتب العام لعمالة إقليم بني ملال إبراهيم بوتيملات أكدا فيها عن أهمية الحقوق الثقافية باعتبار ها جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ، تضمنها العديد من المواثيق الدولية خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و العهد الدولي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و إعلان اليونسكو بشأن التنوع الثقافي و غيرها ، كما يضمنها دستور 2011 في عدد في فصوله .كما أكدا على ضرورة استثمار التراث الثقافي الجهوي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
وتضمن برنامج اليوم الأول فضلا عن الجلسة الافتتاحية ثلاث جلسات علمية جرت كالتالي:
الجلسة الأولى كانت بعنوان: التراث المادي و غير المادي مدخل عام و قد يسرها الأستاذ الجامعي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية إدريس جبري و تضمنت ثلاث مداخلات، كانت الأولى منها بعنوان نظرة عامة عن وضعية التراث بجهة بني ملال خنيفرة و أهمية جرده وتثمينه و كانت من إلقاء المدير الجهوي للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة عزيز بوجميد .
أما المداخلة الثانية فكانت بعنوان: التراث المادي و غير المادي بجهة بني ملال خنيفرة: الأسس و المؤثرات الكبرى و من إلقاء عبد الكريم جويطي و هو روائي و باحث في التراث و مدير سابق للمديرية الجهوية للثقافة بجهة تادلا أزيلال .
و كانت المداخلة الثالثة من الجلسة الأولى جماعية ساهم فيها كل من الأستاذ سمير قفص و هو أستاذ باحث في كلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال ومولاي عبد الله العلوي وهو أستاذ باحث و مدير سابق لمديرية التراث بوزارة الثقافة بالإضافة إلى السيد فؤاد مهداوي ، باحث في التراث و محمد بلعتيق ، الأستاذ الباحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث .
و تمحورت المداخلة التي ألقاها سمير قفص حول التراث الثقافي لجهة بني ملال خنيفرة وتحديات المحافظة و التنمية الترابية .
اما الجلسة الثانية التي يسرتها الأستاذة ليلى الخياطي كانت في موضوع واقع التراث المادي بالجهة و فعلية الحق في حمايته وصيانته و الولوج إليه و تضمنت ثلاث مداخلات ، الأولى كانت في موضوع الأصول التاريخية و الخصائص المعمارية و المجالية للمخازن الجماعية بمناطق الأطلس الكبير الأوسط من إلقاء أحمد واموس ، مدير المنتزه الوطني للنقوش الصخرية و كانت المداخلة الثانية في موضوع تقنيات الصناعات الحجرية القديمة بتيزي نْتيرغيست من إلقاء عبد الخالق لمجيدي و هو أستاذ باحث بالمنتزه الوطني للنقوش الصخرية ، فيما كانت المداخلة الثالثة بعنوان واقع التراث الصخري بجهة بني ملال خنيفرة، بين التراكم المعرفي وتحديات المحافظة و التثمين” نموذج مواقع جبل رات بإقليم أزيلال ، من إلقاء جمال البوقعة، باحث في الآثار والتراث، باحث متعاون مع المنتزه الوطني للنقوش الصخرية، أكــــادير باسمه و باسم عبد الهادي فك الأستاذ الباحث في الآثار والتراث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
أما الجلسة الثالثة التي كانت بعنوان التراث غير المادي، واقع الحال و فعلية الحق في حمايته وصيانته والولوج إليه (الجزء الأول) و التي يسرها الأستاذ عبد الخالق المجيدي وهو أستاذ باحث بالمنتزه الوطني للنقوش الصخرية و تضمنت أربع مداخلات .
و تمحورت المداخلة الأولى حول التراث الثقافي غير المادي بجهة بني ملال خنيفرة بين المحافظة و التثمين في ظل غياب الترسانة القانونية الوطنية. من إلقاء الأستاذة فاطمة بوشمال، وهي أستاذة باحثة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال فيما كانت المداخلة الثانية موضوع الحكاية الشعبية وتحدي التقدم. أية استراتيجية من أجل تنمية مسؤولة و محترمة للتراث من إلقاء فاطمة الزهراء صالح، وهي أستاذة باحثة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال.
أما المداخلة الثالثة فألقاها المولودي سعيدي وهو أستاذ باحث بكلية الأداب و العلوم الإنسانية، مكناس تحت عنوان رقصة أحيدوس : بوح الأعماق فيما كانت المداخلة الرابعة تحت عنوان واقع الأغنية الأمازيغية ، الخصائص و الإكراهات من إلقاء السيد المكي أكنوز، وهو باحث في مجال الفن و الأغنية بقبائل زيان و الأطلس المتوسط.
وتضمن برنامج اليوم الثاني جلستين علميتين، الأولى في نفس موضوع الجلسة الرابعة وهو التراث غير المادي ،واقع الحال و فعلية الحق في حمايته وصيانته والولوج إليه و التي سيرها عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الأستاذ عبد المجيد ازمو وتضمنت ثلاث مداخلات ، حيث تناولت المداخلة الأولى موضوع عبيدات الرمى تحت عنوان الحق في ثقافتنا الشعبية: نموذج اعبيدات الرمى ، دراسة سيميولوجية من إلقاء الشرقي نصراوي، وهو أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة.
و تناولت المداخلة الثانية موضوع المواسم تحت عنوان : المواسم و فعلية الحقوق الثقافية، موسم سيدي علي بن ابراهيم نموذجا من إلقاء مصطفى عربوش، باحث متخصص في التراث. أما المداخلة الثالثة فكانت تحت عنوان : فن العيطة بجهة بني ملال خنيفرة بين جهود الصيانة ومتطلبات التثمين، لعبد السلام غيور، وهو باحث متخصص في الفنون الشعبية المحلية.
و خصصت الجلسة السادسة لدور الفاعل الجهوي في حماية التراث و صيانته و تثمينه وتيسير الولوج إليه و تولى عضو اللجنة الأستاذ زهير اباحمو تيسيرها و قد تضمنت ثلاث مداخلات ، خصصت الأولى لدور مجلس جهة بني ملال خنيفرة في إبراز و تثمين الهوية الجهوية الثقافية و كانت من إلقاء فاطمة كريم، رئيسة لجنة السياحة و الشؤون الثقافية بمجلس الجهة.
و خصصت المداخلة الثانية لقطاع السياحة و دوره في تثمين التراث بجهة بني ملال خنيفرة ، ألقاها المدير الجهوي للسياحة بجهة بني ملال خنيفرة، عبد الفتاح بايدن ،فيما تناول الأستاذ محمد أبخان و هو فاعل جمعوي دور المجتمع المدني في الحفاظ و صون التراث تحت موضوع : النسيج الجمعوي و حماية التراث : أية قيمة مضافة؟
وقد تميزت جلسات الندوة بحضور نوعي لفعاليات المجتمع المدني و المهتمين بالثقافة بالجهة و الطالبات و الطلبة الجامعيين الذي أغنوا المداخلات بملاحظاتهم و إضافاتهم و توصياتهم حول مختلف عناصر التراث الثقافي بالجهوي بمختلف مكوناته المادية و غير المادية و سبل المحافظة عليها و تثمينها و إدماجها في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للجهة .
وقد أسفرت النقاشات التي تواصلت خلال يومي الندوة عن توصيات مهمة تعلقت بملاءمة القوانين و إصدار التشريعات اللازمة و بالسياسات العمومية و بالأنشطة المؤسساتية بالإضافة إلى توصيات عامة تدعو جميع الفاعلين إلى تضافر الجهود و تنسيق المبادرات من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي للجهة و صونه و استثماره وجعل مخطط تنمية الجهة الأداة الرئيسية لتنزيله.