تأهل مستحق.. وقيم اجتماعية وسياسية مستعادة!
يستمر الفرح بتألق المنتخب المغربي لكرة القدم، يعم كافة أرجاء البلاد، وأينما تواجد مغاربة، بمختلف مكوناتهم، ومحبون ومبتهجون آخرون بهذا الإنجاز الكروي التاريخي.
المنتخب المغربي، العربي الأمازيغي والأفريقي، استطاع لاعبيه “أطفاله السعداء” (ينثرون السعادة بإنجازاتهم وتصرفاتهم المرحة) ومدربه وطاقمه وجمهوره الرياضي المباشر، استطاع إعطاء قدوة متميزة عن تجليات الانصهار المجدي لمكونات هوية ثقافية ولغوية واجتماعية متنوعة في بوتقة واحدة وموحدة لتحقيق حلم جماعي (طارئ واستثنائي) مستحق..
ولازالوا مستمرين من خلاله في تسليط كل هذه الأضواء المشعة على قيم ومنطلقات فردية وجماعية خاصة في حدودها الأسرية ومشتركة، حصرية وممتدة في محيطها الجغرافي و”الهوياتي” المتعدد وبعدها الإنساني العام، تواتر العمل والترويج -بالفعل وبالاعتقاد- بأنها قد طويت إلى غير رجعة، جراء متغيرات سياسية واجتماعية عميقة وعقيمة سائدة ناتجة عن تفش وتشجيع مظاهر الأنانية والانتهازية البئيسة التي تراكمت على واجهة العقود الأخيرة.
كل استغلال سياسي أو مصلحي ضيق لبهجة وطموح الملايين المنتشية بصعود هذه الظاهرة الكروية الموحدة لجماهير الوطن وشعوب المنطقة، لا يمكنه أن يستنزفها أو يقوم بتقزيمها -وإن بدا الأمر كذلك، وفقط- لأنها نفضت الغبار على ما هو أعمق وأخطر.. عن قيم ومواقف راسخة يتم السعي لتغييرها وتغييبها عن وعي ودونه، فتختفي لحد التلاشي ثم تظهر من جديد كلما آن أوانها وبأي شكل أو في أي مجال ممكن أو محتمل.
هنيئا مرة أخرى ل “أسود الأطلس” بتأهل”المنتخب الوطني المغربي” لنصف نهاية كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022) ولكل الجماهير التواقة للفرح!