حميد رزقي
مرة أخرى وضدا على سياسة التسويف والمماطلة التي انتهجتها المجالس المنتخبة المتعاقبة على تدبير الشأن العام في حق مجموعة من الأحياء بسوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح، ومباشرة بعد مسيرة دوار العدس ، ساكنة حي الإنارة تنتفض يوم 22مارس الجاري،وتخرج في مسيرة جماهيرية مشيا على الأقدام في اتجاه المسئول الأول بالإقليم.
وعلى غرار مسيرة دوار العدس، علا صوت المحتجين بشوارع المدينة ، حتى رددت جدران المنازل الصامتة شعارات التنديد بسياسة المماطلة والوعود الكاذبة ، وقد كان قرار المحتجين منذ البدء شفافا وواضحا وهو ” لا حوار مع من لا كلمة لهم” وهو الموقف الذي جر النساء والشيوخ والأطفال المشاركين في هذه التظاهرة حوالي 10 عشرة كلم للقاء عامل الإقليم.
وعلى خلاف الوقفات الاحتجاجية السابقة، جاءت مسيرة حي الإنارة حاشدة ومنظمة، حيث بلى المنظمون البلاء الحسن في التسيير، واختيار الشعارات المثقلة بالدلالات التي تكشف حقيقة اللعبة الانتخابية في هذا الزمن الرديء، حيث يتحول المواطن في كل محطة استحقاقات إلى ورقة انتخابية مربحة.
سكان الإنارة، الذين يعيشون خارج زمن الألفية الثالثة لا يطالبون بتغيير مؤسسة عمومية، أو رحيل مسئول سياسي، أو تغيير نظام سياسي ، إنما يطالبون فقط بحق العيش الكريم، وبتنزيل الوعود الانتخابية على ارض الواقع، وتفعيل مطلب الواد الحار الذي ظل يراوح مكانه بمكاتب البلدية دون أن يجد طريقه إلى الحل.
واليوم، تقول الساكنة أنه بعدما أضاء النور في النفق خلال الولاية الانتخابية السابقة، حيث خصص المجلس الجماعي لسوق السبت حوالي مليار سنتيم لمشروع الواد الحار، نفاجأ بأخبار شائعة تفيد أن المجلس الحالي يعتزم تحويل اعتمادات المشروع إلى فصول أخرى، ضاربا بذلك مطلبنا الشرعي في الربط بشبكة الواد الحار.
تعثر المجلس الجماعي في معالجة هذا المطلب الاجتماعي ،وترويج أخبار من هذا النوع وضبابية الأفق كلها عوامل أدت إلى نفاذ صبر الساكنة التي لم تقهرها الترسانة الأمنية التي حاصرتها مرات عدة دون أن توقفها ، مما تطلب مرة أخرى تدخل عامل الإقليم لوقف نزيف الاحتجاج.