عزيز المسناوي
عاد شبح الموت من جديد، صباح الخميس 29 دجنبر الجاري، ليرخي بظلاله على مناجم عوام، ضواحي مدينة مريرت، التابعة إداريا لإقليم خنيفرة، بعد أن اهتزت المنطقة المنجمية «ثالخبات، إگر أوجنا» التابع لمناجم عوام على واقعة مصرع عامل منجمي (م.أ) في عقده الرابع، متزوج و أب لطفلين، كان يعمل بإحدى مقاولات المناولة المتعاقدة مع شركة مستغلة للمناجم المذكورة، حيث لقي حتفه أثناء مزاولة عمله بقلب بئر منجمي.
وارتباطا بالحادثة المميتة التي أصابت المنطقة بحالة من الألم والحزن، تمكن رجال الإنقاذ من إنتشال جثة العامل المنجمي الهالك، بعدما شهد مسرح الواقعة حلول عدد من عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية والوقاية المدنية التي باشرت إجراءات التدخل و الإنقاذ، حيث تم فتح تحقيق ميداني عاجل في ملابسات الحادث، كما تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات، قصد إخضاعها للتشريح الطبي، وفق الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحوادث.
ومعلوم، حسبما يقال دائما، أن عددا من «ضحايا لقمة العيش» قد تساقطوا، إما جرحى أو قتلى، بمناجم عوام التابعة للشركة المنجمية، حيث عاشت هذه المناجم الكثير من المآسي والدماء، ولا تزال لعنة «حوادث أغوار الموت»، تتواصل بشكل مثير للألم والجدل، وتشدد في كل مرة على تدخل الجهات المسؤولة لأجل الحسم في الأوضاع القائمة بهذه المناجم، وتحديد المسؤوليات في مدى إحترام الشركة المنجمية للمقتضيات المنصوص عليها في مدونة الشغل، وقانون العمل بالمناجم و الإتفاقيات و المواثيق الدولية.
رحم الله الضحية وصبر اهله
إنا لله وإنا إليه راجعون