إسماعيل بوهاشم
مع نهاية الأسدس الأول، ينتظر الآباء والأمهات نتائج أبنائهم وبناتهم. اجتهد التلاميذ لمدة خمسة أشهر، استيقظوا باكرا رغم قساوة الظروف الطبيعية، منهم من يستيقظ يوم الاثنين قبل الفجر ليسير لساعات ليلتحق بدار الطالب، ومنهم من سهر الليالي ليحصل على نقطة جيدة تنسيه ساعات السمر تحت القنديل أو بالقرب من شمعة يستعطف أباه ليبقيها مشتعلة، لا أبالغ لأني أتحدث عن واقع الأسر بإقليم أزيلال.
اليوم كان التلاميذ مع موعد للحصول على نتيجة تحصيلهم الدراسي، نتيجة تنسيهم ما عانوه لأشهر، لكن للأسف معظم التلاميذ عادوا اليوم خاوي الوفاض من أبواب المؤسسات، لأن مجموعة من التنسيقيات دعت إلى مقاطعة نظام مسار وتسليم نقاط المراقبة المستمرة.
ترددت في كتابة هذه الأسطر لأني أستاذ أعاني ما يعانيه زملائي، قضيت سبع سنوات في تدريس اللغة العربية في فرنسا وحَرمت الوزارة أساتذة الجالية من اجتياز الامتحان المهني لسنتين متتاليتين، حصلت على ثلاث شواهد ماستر أحدها في التربية والتكوين والآخر في التدبير العمومي والحكامة الترابية من جامعة إكس مارسيليا. بدأت رسالة الدكتوراة منذ 2019 في التدبير العمومي التشاركي، فضلت العودة للوطن واضعا نصب عيني الترقي المهني لمنصب أفجر فيه كل طاقاتي، ولكن عدت لأدرس تلامذة المستوى الأول.
أعاني ما يعانيه كل الأساتذة وأكثر. ولكن هل تشفع لي هذه المعاناة لأحرم تلميذ من نتيجته. هل أُحَكِّم العقل أم القلب، هل أتمسك بحق النضال من أجل نزع حق مشروع، أم أحتكم للقلب رأفة بتلميذ عاشرته لأشهر وأراه أحد أبنائي، أليس من حق الطفل أيضا أن يحصل على نتيجة عمله طيلة خمسة أشهر. إضراب الأستاذ ليوم أو يومين يحرم التلميذ من حصة دراسية أو أكثر، ولكن مقاطعة نظام مسار يحرم التلميذ من حقه المشروع وهو الحصول على نتيجة مجهوداته. ألم يكن من باب رحمة أبنائنا أن نوافيهم بنقطهم. ألم يكن من المصلحة الفضلى للطفل ألا نخيب آماله هذه الليلة، ليلة السبت 21 يناير.
فضّلت أن أُحَكِّمَ قلبي في مدرسة تيموليلت وكذا زملائي بالمؤسسة، وجعلت نهاية الموسم الدراسي فرصة وفسحة للترفيه عن تلاميذ عانوا لعدة شهور، قمت باحتفال لتلامذتنا بتنظيم فقرات متنوعة: مسرح العرائس، لوحة تعبيرية، نشيد أمازيغي، ألعاب داخلية، رقصات… وقمنا بتوزيع النتائج على التلاميذ وتوزيع الشواهد التقديرية لخمس التلاميذ الأوائل من كل فوج. كان الاحتفال فرصة لإدخال البهجة والسرور على التلاميذ، وتفاعل معه الآباء والأمهات بردود أفعالهم وارتساماتهم عبر مجموعة الواتساب المخصصة للتواصل معهم.
السلام عليكم
اشكر الأستاذ اسماعيل بوهاشم على مجهوداته الجبارة وطريقته الخاصة التي نتجت عن اجتهاد التلاميذ وحصولهم على نقاط تفرح الآباء.
ولا أنسى تعامله مع أولياء أمور التلاميذ عن طريق تطبيق واتساب لمواكبة الدروس والتمارين المنزلية وكذا الدروس في القسم وحتى نقاط الفروض وكأنك مع ابنك أو ابنتك في القسم.
شكراً جزيلا.