رغم تشبث زوجة البرلماني المقتول رميا بالرصاص عبد اللطيف المرداس بتقمص دور الضحية وإدلائها بتصريحات للصحافة لكسب التعاطف مع قضيتها، فإن عناصر الشرطة القضائية لم تنطل عليها الحيلة ووضعت تحركاتها تحت المراقبة، إلى جانب الفرضيات الأخرى التي سبرت أغوارها التحقيقات البوليسية.
وكشفت يومية “الصباح” في عددها الصادر غدا الاثنين، أن زلة لسان أحد المشتبه فيهم ساهمت خلال جلسة استنطاق في الكشف عن خيط رفيع قاد إلى فك شفرة جريمة القتل، بالإضافة إلى عثور عناصر الشرطة على رقم هاتفي يستعمله المتهم الرئيسي هشام مشتري، مسجل ضمن أرقام بهاتف إبنة مرداس ما دفع عناصر الشرطة إلى استفسارها عن سر وجود رقم هاتفي بلائحة المكالمات، فأجابت ببراءة أن والدتها من ركب الرقم لتجري إحدى اتصالاتها.
وتابعت ذات اليومية أنه و بالاستعانة بالأبحاث العلمية وتحليل المكالمات، تم استجماع أدلة كافية ضد المتهم مشتري قادت إلى إيقافه في الصباح الباكر من الجمعة الماضي، لترتبك زوجة مرداس بعد ذلك لعدم رده على مكالماتها من هاتف آخر، وتواصلت الإيقافات لتشمل أخت المتهم وشخصا آخر تبين أن مشتري فاوضه في مشاركته في التنفيذ مقابل مبلغ مالي مغري، ناهيك عن الزوجة الحرباء التي كانت خلال الزيارة الأخيرة لرجال الأمن إلى الفيلا، نقطة تحول كبير في سلوكاتها فهي لم تعرف حينها مصير عشيقها، وكانت مرتبكة، بل تتحدث بتمرد إلى عناصر الشرطة القضائية حين سألوها عن هاتفها قبل أن يواجهوها بالأصفاد لتلي مصير العشيق الذي كان ينتظرها في زنزانة الفرقة الوطنية، وتنتهي القصة التي رسمها للعيش في “قصر” من أوصلاه قتيلا إلى القبر.
وبحسب “الصباح” دائما فقد خطط المشتبه الرئيسي لقتل الضحية، بعد ما نسج علاقة غرامية مع زوجة مرداس، وكانت الأخيرة تتردد على منزل أخته العرافة والتي كانت توهمها بحل مشاكلها الزوجية، باستعمال السحر والشعوذة، ودفعتها في مرحلة سابقة إلى التنازل عن دعوى قضائية بابتدائية بن أحمد موضوعها التطليق للشقاق على إعتبار أنها ستجد لها الحل المناسب.
ودفعت عوامل كثيرة المشتبه فيه الرئيسي إلى إستغلال وضعية زوجة مرداس ومشاكلها الأسرية، للإستيلاء على عقاراته وأمواله والتقرب أكثر من زوجته بدون قيود مسبقة، حيث قاده طموحه الإجرامي إلى البحث عن شركاء لتنفيذ الجريمة، فأختار إبن أخته وشخصا آخر يتحدر من الهراويين الذي تراجع في الأخير،حينها قرر “مشتري” تنفيذ الجريمة رفقة إبن أخته باستعمال سيارة من نوع “داسيا” مزورة الصفائح وذلك بتنسيق مع الزوجة التي اختارت أن تكون خارج مسرح الجريمة، ويقتصر دورها على إستدراج الزوج بمكالمة هاتفية حين وصول الجانيين إلى زقاق بنغازي حيث توجد الفيلا.