عبد اللطيف الباز / تاكسي نيوز من إيطاليا
تتشعب المجالات التي يشتغل فيها المغاربة بإيطاليا ويلعبون دوراً ملحوظاً في عجلة الاقتصاد الإيطالي، فهم يحتلون الرتبة الأولى من حيث عدد المقاولات التي يديرها أجانب بهذا البلد بأزيد من ستمائة ألف مقاولة.وإلى جانب المقاولات تألق مغاربة آخرين في قطاعات متنوعة، وكمثال على ذلك الشابة “سارة عدالة” التي تعتبر محامية استثنائية ناجحة من أصول مغربية بإيطاليا.، على الرغم من صغر سنها استطاعت ” سارة ” أن تجسد صورة المرأة التي لا تعرف معنى الاستسلام.
ازدادت سارة 1993 سنة ببلدة “غاستيل نوفو ني مونتي”، إقليم إيمليا وترعرعت وسط أسرة مغربية تنحدر اولاد سيدي بنداود. تابعت دراستها الجامعية بمدينة بارما، واستطاعت أن تكسر الصورة النمطية، التي يلصقها الإيطاليون بالمغاربة منذ سنوات طويلة، والذين ينظرون إلى “الماروكينو” (المغربي) على أنه ذلك الشخص الذي يشغل وظائف يرفضها الإيطاليون، والمتزوج بامرأة تشتغل ربة بيت وفي أحسن الحالات خادمة في بيوت أحد العجزة الإيطاليين.
وحصلت سارة على شهادة ماجستير في القانون الخاص سنة 2017 شعبة القانون المدني و الجنائي بميزة حسن وتحصل بذلك على دّرجة علمية في التخصص قانون الهجرة واللجوء . رُغم أنها تعمل في مهنة المُحاماة، المعروف عن أصحابها “الصّراخُ” وسط قاعات المحاكم، إلا أنّ صوتها هادئ إلى أبعد الحدود وأجوبتها عن مسارها المهنيّ، وقبْله الدراسي، مقتضبة جدا. هذه هي النظرة الأولى التي يخرج بها مُجالس ذة/ سارة عدالة .
وسط زملائها في المحكمة تشعر ذة/”سارة عدالة “بفخر كبير، مثلما يفتخر بها زملاؤها، الذين سرعان ما يتعرفون على أصلها المغربي، انطلاقا من لهجتها . وعلى غرار الكثير من المغاربة المقيمين في الخارج، يسكن الشوق إلى الوطن فؤاد ذة/ سارة، التي لا تخفي عشقها للمغرب .
تطوّر مهنيّ :
أسست سارة مشوارها كمحاميّة انطلاقا من تقدّيم الخدمات القانونيّة لطالبيها، ثمّ اختار التأسيس لتجربتها الخاصّة عبر إنشاء مكتبها الخاصّ للمحاماة بهيئة ريجيو إيمليا ، بمعيّة شركاء يتوفرون على الطموح ذاته بالتوفر على استقلاليّة أكبر.
“لم أنسَ يوما انتمائي إلى صفوف الجاليّة المغربيّة بالديار الإيطالية، كما أن ذاكرتي لم تُمحَ ممّا عشتها صغيرة وسط المشاكل التي يعرفها الإيطاليون المغاربة..ولذلك ابتغيت المزاوجة بين ممارستي للمحاماة وتقديم المساعدة لذوي الأصول المغربيّة، بالدفاع عن مصالحهم ومساندتهم أمام القضاء.. فكان أن أرسيت قواعد مكتب متخصص في ذلك”، تقول سارة عدالة. عين على الغد :
تستحضر سارة تجربتها في ذهنها..يصمت برهة لاستجماع الأفكار التي راكمتها على مدَى العقود الماضية من حياتها بإيطاليا قبل أن تعبّر: “الوصول متأخّرا خير من عدَم الوصول بالمرّة.. هذا ما ينبغي أن يؤمن به الشاقّون لمساراتهم، سواء كانوا بأوطانهم الأصليّة أو بالبلدان المستقبلة لهجرتهم وأصولهم”.
وتردف سارة: “لا إصرار على النجاح إلاّ بالانطلاق من تسطير الأهداف والتوفّر على التركيز المُطلق..كما أوصي الشباب بتنظيم أوقاتهم لمنح كلّ انشغالاتهم ما يلزم من الزمن، دون إفراز تأثيرات سلبيّة على ما يريدُون أن يصبحوا عليه غدا.. وإن توفّر دعم الوالدَين لكل ذلك فسوف يصبح الأمر أكثر سلاسة.. لكنّ الأولويّة تبقى للثبات في المسار الدراسيّ، مع الاستثمار الناجع لكل الفرص التي تُتاح”.
وبشكل عام ، فإن قصة النجاح التي سطرتها هذه الخبيرة المغربية في مجال القانون ، تنضاف إلى نجاحات المرأة المغربية ، التي استطاعت تكريس طاقتها وكفاءتها لإبراز الوجه المشرق للمرأة المغربية في مختلف المجالات .