عن إسلام ويب
الرواية التي في صحيح البخاري وهي قوله عليه الصلاة والسلام: وهو قائم يصلي، وقد روى أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح، والنسائي والحاكم في مستدركه من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة ما يبين المقصود بذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه. قال أبو هريرة: فلقيت عبد الله بن سلام فذكرت له هذا الحديث فقال: أنا أعلم تلك الساعة فقلت أخبرني بها ولا تضن بها علي، قال: هي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس. قلت: وكيف تكون بعد العصر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ قال عبد الله بن سلام: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة؟ قلت: بلى، قال: فهو ذاك.
فالمقصود بالصلاة هنا انتظارها، فالداعي في هذه الحال يعتبر كأنه داع في صلاة. قال الشوكاني: ولكنه يشكل على ذلك قوله: قائم، وقد أجاب عنه القاضي عياض بأنه ليس المراد القيام الحقيقي، وإنما المراد به الاهتمام بالأمر، كقولهم: قلان قام في الأمر الفلاني، ومنه قوله تعالى: ” إلا ما دمت عليه قائما”.والله أعلم.