إن توجيه المتعلمين و تصحيح سلوكاتهم وتحسيسهم بأهمية الإنضباط والنجاح المدرسي والتفوق الدراسي يعتبر مدخلا أساسيا لتجويد الحياة المدرسية.
هذه المسؤولية يجب أن يتحملها جميع المتدخلين في المنظومة التربوية بشكل عام وفي المؤسسة التعليمية بشكل خاص (الإدارة التربوية – جمعية الامهات والآباء والأسرة وكل المتدخلين المباشرين و غير المباشرين).
لقد أكد الميثاق الوطني للتربية والتكوين منذ أزيد من ثلاثين سنة “أن المدرسة شأن الجميع ” فالكل معني بمراقبة وتتبع المسيرة المدرسية و الدراسية والحالة السلوكية للمتعلمات والمتعلمين .وعلى كل طرف من الأطراف المتدخلة أن يطرح السؤال التالي على نفسه .هل قمت بواجبي تجاه بناتي وابنائي داخل البيت و متابعة ما يفعلونه في الشارع وفي المدرسة ؟ هل أقوم بما يفرضه علي الواجب المهني في تربية تلامذتي وتعليمهم؟ هل قمت بما ينبغي القيام به تجاههم ؟
ألا أتحمل المسؤولية فيما يقع من انفلات وانحراف لبعض الحالات ؟ إن محاسبة الذات أولا ضرورية قبل محاسبة الآخرين ولا يجب التملص من المسؤولية وأن تكون لدينا الشجاعة والقدرة على الإعتراف بقصورنا وبأخطائنا التي يجب أن ننتبه اليها.
إن تربية النشئ وتكوين مواطنات ومواطني المستقبل الفاعلين والايجابيين “شأن الجميع، شأن الأسرة أولا.فعلماء التربية يتفقون على أن “كل شيء في الطفل يتقرر ويتشكل قبل ست سنوات”اي قبل أن يلتحق بالتعليم الإبتدائي في مرحلة الطفولة المبكرة قبل أربع سنوات في بيت الأسرة وخلال سنتين في التعليم ما قبل مدرسي مع العلم أن جميع التلاميذ لا يستفيذون من التعليم الأولي ولا يستفيذون أيضا من تربية أسرية سليمة نظرا للواقع الذي تعيشه أغلب الأسر المغربية في الوقت الحاضر . أما في المدرسة والإعدادية والثانوية فان واقع الحياة المدرسية يبين بجلاء أن المتمدرسين لا يستفيذون بشكل كبير من الأنشطة التي من المفروض ان تعرفها المؤسسات التعليمية ( أنشطة القراءة -المسرح -الموسيقى -الرسم والفن -المسابقات الثقافية والرياضية – جلسات الإنصات والاستماع وتقديم الدعم النفسي والإجتماعي للحالات التي تحتاج الى ذلك – الخرجات والرحلات المدرسية والترفيهية).
إن محاربة الإنحراف والشغب والعنف داخل المؤسسات التعليمية ومحيطها مسؤولية الجميع ولا يجب ترك الأستاذ لوحده في مواجهة المتعلم بل يجب على الإداري و الأب والأم والأسرة عموما أن يساعدوا المدرس في اداء مهمته في احسن الظروف وان كان هذا الأخير يتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية داخل المؤسسة التعليمية لأن المتعلم(ة) يقضي حيزا زمنيا كبيرا مع أساتذته داخل القسم.
إن بناتنا وابنائنا وتلامذتنا يمرون من مرحلتين تعتبران من أهم واخطر المراحل العمرية في الإنسان: مرحلتي الطفولة و المراهقة ، ماقبل النضج وعلينا نحن كراشدات وراشدات مهما كان موقعنا وان نتحمل كامل المسؤولية في توجيههم بعيدا عن أي شكل من أشكال العنف وان نعتمد أسلوب الحوار والإقناع خاصة مع الجيل الحالي الذي يعتبر جيلا رقميا بامتياز، فكل شيء أصبح متاحا عبر جميع الوسائط الرقمية وأن نكون قدوة لهم في السلوك والعمل لكي ينجحوا في حياتهم الدراسية والمهنية و الإجتماعية في المراحل اللاحقة من عمرهم.