تاكسي نيوز/ مراسلة عن اللجنة
تفعيلا لبرنامج العمل المشترك بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وفي إطار تنظيم الدورة الواحدة والعشرين من مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة، تشارك ثانوية واويزغت التأهيلية بازيلال في هذه المباراة بربورتاج صحفي:
واويزغت منطقة جبلية بإقليم أزيلال، لا يستقيم ذكر بحيرة بين الويدان وامسفران إلا بها، فهي ممر وبوابة الأطلس الكبير المهيب، ولها نصيب كبير من الشهرة وطنيا ودوليا، نظرا لما تزخر به من مواقع طبيعية جعلت منها نقطة سياحية مهمة .
المصدر: عدسة فريق العمل
إنها هبة الأطلس فثلوجها الشتوية توفر مياه الأنهار والينابيع، ومما يجعلها ذات جمال استثنائي أخاذ، مجالها أخضر مورق من أشجار الزيتون ذات الزيوت الصافية، وكذا البلوط والخروب، تعيش فيها الساكنة على خيرات الأرض كالحبوب والخضروات بالإضافة إلى تربية الماشية، التي تعتبر المورد الاقتصادي الأول لأزيد من17 ألف نسمة.
إن انتظارات الفلاح من الأرض كثيرة باعتباره المحرك الأساسي للإقتصاد بالمنطقة…لكن كيف يمكن ذلك؟ وقد أصبحت جداولها الهادئة تنضب بتوالي السنوات وقنوات المياه التي كانت ذات يوم فضاء صافيا وعذبا أضحت مرتعا لكل أشكال الإهمال والتلوث ومطرحا للنفايات…أحقا هذا مصيرها !!
موارد طبيعة هشة وهاجس الاستدامة:
تتسم الموارد الطبيعية المتوفرة في المنطقة بالهشاشة لكون المنظومات البيئية بها سريعة العطب، وتتأثر بشكل مباشر بالتغيرات المناخية وخاصة الجفاف، وفي إطار بحثنا في عدة دراسات التي تناولت المنطقة تبين لنا أنها تتميز بالمحدودية وضعف تجديدها، ارتباطًا بالطرق التقليدية في تدبيرها واستغلالها، كما أن التحولات الاقتصادية والمجالية وتغير أنماط العيش، يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد المائية وتدهور الموارد الغابوية، وبالتالي تقلص كل الأوساط البيئية الخاصة.
وقد مكن وجود الماء بالمنطقة الساكنة من خلق مهارات تنظيمية محلية متوارثة وناتجة عن التفاعل الدائم مع هذا المجال الهش.
تدبير اجتماعي للماء يصارع التلوث والجفاف
تجتمع المنابع والمسيلات القادمة من “جبال إغناين” في نهر تادروشت لتعطينا كمية لابأس بها من الماء خاصة في فصل الشتاء والربيع حيث تتلقى المنطقة كميات تتجاوز 300 ملم سنويا.
وتتشارك القبائل تقسيم الثروات المائية المتوفرة، وفي تصريح “م أ ” أحد سكان المنطقة ذكر أن مياه السقي يجري تقسيمها حسب عدد سكان كل قبيلة وبالخصوص الذين يملكون الحق في السقي أو ما يطلق عليه بالأمازيغية “تاكورت” هذا الحق لا يمكن بيعه ولا كراؤه وفق العرف السائد، بل يرثه ملاك الأشجار أبا عن جد منذ قرون خلت، تتكون القبيلة التي ينتمي إليه “م أ” من 36 دور من السقي وكل الذين يملكون حق “تاكورت” يقسمون الكمية المخصصة لهم على ثلاثة أيام، تقدر بساعتين لكل شخص وما أعجبنا أكثر هو حضور قيمة العدل في هذا العرف الامازيغي، وهو ما أبرزه المتحدث في قوله “في حالة وجود أشجار كثيرة لدى فلاح ما، فإن نصيبه من مدة السقي لن تكفيه بالتالي يتفق مع شخص له من الأشجار العدد القليل يسقيها له ويأخذ المدة المتبقية من حقه. وما يحز في القلب أن هذا النظام لم يعد كما كان سابقا، جهدي كله يضع في تنظيف الساقية من البلاستيك ومختلف أنواع النفايات بل زاد الأمر استفحالا أمام هذه الندرة التي تعرفها المياه بفعل الجفاف”.
السواقي مرتع لكل أشكال التلوث
تمتلــــك واويزغت العديد من قنوات نقل الماء لغرض السقي التي أصبحت مرتعا ومكبا للنفايات…وسط استياء من الفلاحين وفي تصريح من طرف “م. ج” طالبة جامعية أن هذه المياه المغمورة تشكل خــطــرا جسيما علينا وعلى ومزروعاتنا ومواشينا التي تلجأ إلى الشرب منها وهذا يؤثر عــــلى نموها وجودة منتوجاتها.
المصدر: عدسة فريق العمل(2023).
وخـلال جولتنا الاستطلاعية استفسرنا مجموعة من الفلاحين عن أثر هذه السلوكات على مزروعاتهم، أجمع أغلبهم على أنها تأثر سلبا على مردوديتها وإنتاجيتها وصرحوا أن تزايد أعداد الأفراد الذين يستعملون مياه هذه السواقي في غسل الملابس والأغطية والسـيارات، يساهمون في كارثة بيئية خطيرة، تتعلق بمياه الصرف الصحي التي تصب في هذه السواقي والشعاب، وتزايد أعداد النسوة اللواتي يستعملن العيون لغسل الملابس والأغطية، وهو ما يضع صحة المواطنين والأشجار والحيوانـات في خطر محـــــدق.
جهود الفاعلين المحليين…ومضة أمل
إن تدبير واستغلال مختلف الموارد يخضع لسياسات مختلفة الأهداف والنتائج، نظرا لتجاذبه بين مجموعة من الفاعلين.
فريق العمل رفقة السيد رئيس جماعة واويزغت
وفي هذا الصدد انتقلنا إلى مقر جماعة واويزغت، وأجرينا حورا مع رئيس الجماعة السيد فريد المازغي الذي أكد على أن تدبير النفايات خاصة المنزلية منها، يديرها شخص له عقد مع الجماعة يمتد إلى حدود سنة 2026، وبعدها ستنتقل الجماعة إلى أسلوب التدبير المفوض، أما فيما يخص النفايات السائلة فقد استفادت جل الأحياء والدواوير من الربط بقنوات الصرف الصحي التي تنقل إلى محطة التصفية. كما دعا الساكنة إلى ضرورة الوعي بأهمية الفرز وإعادة تدوير ماهو صالح من النفايات وشدد على أهمية التعاون والانخراط كل من موقعه لأن موضوع النفايات والتلوث مســؤوليتنا جــميعـا.
نخاطبك أيها الضمير الحي انهض واعتبر محيطك جزء منك فكر في ابناءك ومستقبلهم فالخطر قادم… لك ان تتصور ماء ملوثا، أمراضا تنتشر، وخضرا لم تعد بالمذاق والطعم الذي ألفته، أحد أبنائك أصبح لا تفارقه بخاخة التنفس مرغما، وفي الأخير الاختيار لك.
