عبد الكريم جلال
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يوم السبت 17 يونيو 2023، مناقشة أطروحة دكتوراه أعدها الباحث المصطفى الرباني في موضوع : ” الاستيطان الاستعماري بتادلا خلال عهد الحماية (1912- 1956)”
وقد ناقشت هذه الأطروحة لجنة علمية تتكون من السادة الأساتذة:
– الأستاذ عبد اللطيف البرينسي…….رئيسا
– الأستاذة سعاد بلحسين……. مشرفة
– الأستاذ الحسن بودرقة…… عضوا ومقررا
– الأستاذ محمد بويقران…. عضوا
وبعد تقديم الشكر والإمتنان للأساتذة أعضاء اللجنة العلمية من طرف الباحث، أشار إلى أن هذا الموضوع يتطلب استجلاء ملابسات هذا الموضوع وحيثياته، خاصة وأن المنطقة تعد من بين الجهات التي حظيت بمكانة بارزة ضمن سياسة الاستيطان، إذ بفضل شساعة السهول ووفرة الشبكة المائية بها، شكلت قبلة لكثير من المعمرين الذين استوطنوا بها على غرار الغرب وزعير والشاوية وبني مطير…
وأضاف أن من أهم الخلاصات التي توصل إليها من خلال الغوص في خبايا الموضوع، هو أن موقع تادلا واستراتيجيته وشساعة سهولها وخصوبة تربتها ووفرة شبكتها المائية… هي مؤهلات شدت انتباه الإدارة الاستعمارية التي أخذت تسابق الزمن، للاستحواذ على أجود الأراضي وتفويتها لفائدة الاستيطان بشقيه الرسمي والخاص.
وفي ذات السياق أشار إلى أن توسع الاستيطان بتادلا رافقته تحولات اجتماعية، تمثلت في التطور العددي للساكنة الأجنبية التي تشكلت في معظمها من فرنسيي الجزائر بالإضافة إلى فرنسيي المتروبول وأقليات من أوربا الجنوبية، وأمام استحواذ هذه الجالية على أجود الأراضي تحولت الساكنة المحلية إلى بروليتاريا زراعية.
كما كان للاستيطان إنعكاس على الاقتصاد، إذ على إثر مصادرة المعمرين لأجود الأراضي وحصر السكان في استغلاليات ضيقة تم خلق إزدواجية فلاحية: ضيعات عصرية مندمجة في السوق الرأسمالية، والثانية محلية تقليدية بورية معاشية. كما كان للاستيطان تأثير على الجوانب الثقافية، حيث بدأت تتفكك سلطة الجماعة وبالمقابل أخذت تتقوى الفردانية، كما تسربت الثقافة الأوربية في الوسط المجتمعي التادلي، من خلال انتشار مفردات من المعجم الفرنسي في التواصل اليومي، وهذا ما خلق نوعا من “الازدواج اللغوي”.
وبعد ذلك تدخل الاساتذة أعاضء اللجنة العلمية لإبداء ملاحظاتهم وتصويباتهم بغية تقويم البحث حتى يكون في أحسن حلة.
وفي الأخير اختلت اللجنة بنفسها لتقرر منح الطالب الباحث المصطفى الرباني شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا.