عزيز المسناوي
بات ملحوظا بمدينة مريرت هذه الأيام إنتشار ظاهرة المتشردين والمختلين عقليا بالشوارع والأحياء والفضاءات الحيوية، ما يطرح علامة إستفهام حول كيفية وصول هؤلاء إلى هذه المدينة بالذات، وأسباب إختيارهم لها، لاسيما أن الظاهرة في تزايد مستمر.
وصار عاديا أن يطالع الناس في مدينة مريرت مشاهد مريض عقليا وهو يقوم بتصرفات غريبة ويثير الفوضى في الشوارع العمومية وأمام المحلات التجارية وداخل الأحياء السكنية، عن طريق الرشق بالحجارة أو التعرض للسيارات أو التلفظ بعبارات ساقطة؛ بل إن بعضهم يعتدون أحيانا على المارة.
تنامي هذه الظاهرة بالمدينة يحتاج إلى تدخل سريع من طرف وزارة الصحة والحماية الإجتماعية التي تعمد إلى نقل هؤلاء المختلين إلى مصلحة الأمراض النفسية بالمركز الإستشفائي الإقليمي بخنيفرة وهو الأقرب للمدينة إلا أن غالبيتهم يتم إطلاق سراحهم بعد مدة، ويعودون إلى الشارع ويعرضون حياة المواطنين من جديد للخطر.
وجدير بالذكر أن جميع ولايات الأمن ومختلف المصالح الشرطية على الصعيد الوطني، توصلت في وقت سابق بمذكرة مصلحية مذيلة بتوقيع المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، تشدد على ضرورة التفاعل الجدي والحازم مع المخاطر والتهديدات التي يطرحها الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية على الأمن والنظام العامين.
وأكدت المذكرة ذاتها أن ظاهرة تسكع الأشخاص الذين يعانون أمراضا عقلية بالشارع العام، خصوصا منهم الذين يتعاطون التسول والتشرد والتخدير، لا يجب أن تصبح مشهدا عاديا داخل مدن المملكة، لكونها تفرز إحساسا بانعدام الأمن لدى المواطنين والأجانب المقيمين والسياح، بل وتتحول أحيانا إلى مساس حقيقي بأمن الأشخاص والممتلكات بعدما تتطور إلى ارتكاب أفعال إجرامية موسومة بالعنف ومطبوعة بالخطورة.
ومن هذا المنطلق، شددت المذكرة الأمنية على الطابع العرضاني والمندمج لهذه الظاهرة، التي تتداخل فيها عدة مؤسسات ومصالح حكومية مختلفة، طالبت مصالح الأمن الوطني بضرورة التنسيق مع جميع الجهات الصحية والإدارية المختصة، كلما رصدت أو عاينت تهديدا وشيكا أو محتملا قد يصدر عن الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض في الشارع العام؛ وذلك بغية توطيد المقاربة الإستباقية التي تضمن من جهة إيداع هؤلاء المرضى المؤسسات المتخصصة، وتضمن من جهة ثانية حماية قبلية للأشخاص والممتلكات من الجرائم التي قد يرتكبها هؤلاء الأشخاص.
وطالبت المذكرة في ختامها جميع مصالح وعناصر الشرطة بوجوب الرفع من درجة الإستجابة والجاهزية من خلال تحسيس كافة المصالح بمدى خطورة تسكع الأشخاص المرضى عقليا بالشارع العام، مع تعزيز العمليات الأمنية الرامية إلى مكافحة الجريمة وكافة السلوكيات الفضة والعدائية، مثل التخدير والتشرد، فضلا عن إيلاء أهمية خاصة للأشخاص المختلين الذين تظهر عليهم نزوعات العنف أو التطرف.