تقديم
ونحن نحتفل في هذا اليوم الخميس 11 يناير بالذكرى التمانين لتقديم وثيقة المطالبة باستقلال بلادنا وتحررها من المستعمر الغاشم الذي احتل أرضنا و استغل ثرواتنا ونهب خيراتنا ومارس شتى أنواع القهر والبطش والعذاب والقتل ضد المغاربة الأحرار الرافضين لأي تدخل أجنبي،مهما كان ومهما يكن،ضد شعبهم الأصيل ودولتهم العريقة الضاربة والمتأصلة في جذور التاريخ والجغرافيا.
ففي هذا اليوم من سنة 1944 وفي عز تصاعد النضال الوطني وتزايد تضحيات الوطنيين المغاربة، رفعت تلة من خيرة ما انجب هذا الوطن الغالي( 66 وطنيا منهم امرأة وطنية واحدة،المجاهدة مليكة الفاسي رحمها الله تعالى) عريضة موقعة ،بكل جرأة وشجاعة وطنية، مطالبة باستقلال بلادنا وارجاع الحق لأصحابه.
فماذا عسانا أن نقول جميعا بعد تمانين سنة على مرور هذه الذكرى الوطنية الغالية، بما حملته تلك الوثيقة من مطالب زعزعت أركان المستعمر عبر من خلالها الموقعون والموقعة نيابة عن المغاربة قاطبة عن رفضهم لجميع أشكال الوصاية والاستعباد.
1 – تساؤلات مشروعة
ان المتأمل لكل ما يجري الآن في بلادنا وما نسمع و نقرأ ونشاهد من احداث على جميع الأصعدة نلاحظ أن ما ينقل من وقائع وأخبار يطغى عليها التعبير عن كل ما سلبي وفاسد وخارج عن القانون وعن كل المرجعيات والمعايير الاجتماعية والاخلاقية وهذا ما يستوجب طرح التساؤلات التالية:
لماذا لا ينتبه الكثير منا الا لما هوفاسد ومنحرف؟ لماذا لا نتحدث في الغالب الا عن الجنح والجرائم بجميع أنواعها؟ لماذا يجد معظم الناس “راحتهم النفسية”في نقل كل ما قد يصدر من أفعال “قبيحة وشريرة” في السلوك البشري؟ لماذا هذه الأحكام السلبية وهذه التهم القاسية وغير المنصفة التي نوزعها هنا وهناك وعلى هذا وذاك؟ الا يوجد في هذه البلاد وفي هذا الوطن ما يبعت على الفخر والاعتزاز؟ الا يوجد من بنات وأبناء هذا الشعب من قام ولازال يقوم بأفعال واعمال خيرة ونافعة ؟لماذا لا نلتفت أيضا إلى ماهو إيجابي وخلاق ؟ لماذا لا ننشر وننقل ونتحدث في مجالسنا عن كل ماهو جميل أيضا إلى جانب ماهو قبيح وهو موجود كذلك ويجب محاربته بالقانون وقبل ذلك بالتربية والتعليم منذ الطفولة الأولى في الأسرة والمدرسة وباقي مؤسسات التنشئة الإجتماعية الأخرى؟ الا يوجد منا الوطني والمواطن النزيه والمستقيم الى جانب الخائن المنحرف ؟الا توجد فيما بيننا العقول القوية والنيرة إلى جانب العقول الضعيفة والمنغلقة ؟الا توجد القلوب الرحيمة إلى جانب القلوب القاسية؟ الا يوجد أصحاب الأيادي النظيفة الطاهرة الى جانب أصحاب الأيادي المتسخة والمتعفنة؟
2- محاولة للإجابة
انها أسئلة كثيرة ومتناسلة تفرض نفسها علينا جميعا ويجب اتارتها حتى نتمكن من رؤية واقعنا بكل وضوح ولكي نعرف من نحن ؟وماذا نريد؟
نحن مغاربة لنا تاريخ عريق ولنا أمجادولنا ملاحم بطولية قادها الاسلاف بكل تضحية وتركوا لنا هذا الوطن بمكاسب كثيرة وعلينا نحن الجيل الحاضر أن نحافظ عليها أولا وأن نعمل على تطويرها ثانيا و ثالثا لنتحمل مسؤوليتنا الجماعية في اعداد هذا الجيل الناشئ على حب الوطن وعلى تكوينه معرفيا وعلميا وتحصينه أخلاقيا لكي يستمر في حمل رسالة المغرب نحو طريق التقدم حتى لا يتأخر عن الركب العالمي .
خاتمة مفتوحة
ان هذه المناسبة الوطنية الغالية مناسبة لاستحضار ماضينا المشرق وتأمل حاضرنا بكل تمظهراته مهما كانت ونملك من الطاقات والامكانيات المادية واللامادية ما يكفي من أن نغير ما يعيق تقدمنا نحو المستقبل.