تاكسي نيوز//
كان دوار أولاد سليمان موضوع دراسة علمية ميدانية نظمتها المدرسة الوطنية بتطوان ومختبر دينامية المشاهد والمخاطر والتراث التابع لجامع السلطان مولاي سليمان ببني ملال، بتنسيق العديد من الفعاليات الجمعوية الجهوية والمحلية ممثلة بالمديرية الجهوية للثقافة ببني ملال، وعمالة الفقيه بن صالح (مصلحة التعمير)، والجماعة الترابية أولاد بورحمون، وجمعية الخير للتنمية والتضامن بأولاد سليمان، وجمعية شباب بلا حدود ببني ملال. بالإضافة إلى العديد من مختبرات البحث التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان ممثلة في مختبر الدراسات القانونية والسياسية، ومختبر الأبحاث التطبيقية في الأدب واللغة والفن والتمثلات الثقافية، وفريق البحث في التاريخ والتراث والثقافة الجهوية، بالإضافة إلى ماستر الهجرة الدولية والمجال والمجتمع وماستر التراث المادي واللامادي.
و كان الرهان على مقاربة تشاركية تضمن رؤية متعددة التخصصات اختير لها كعنوان :
la Recherche / Action au service du développement territorial
Etude de mise à niveau d’un Douar : cas de Oled Slimane, Commune Oled Bourahmoune
وامتدت هذه الدراسة العلمية الميدانية من 22 الى 28 يناير 2024، عبر برنامج غني ومتنوع بدأ بمحضرات تأطيرية للأساتذة، استعرض من خلالها الأستاذ سلاك بوعزة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان ومنسق هذه الورشة الخطوط العريضة لهذا المشروع العلمي المتميز، والذي تفاعل معه المشاركون بمداخلات قيمة.
واعتبر الأستاذ رضوان ماضي مدير مختبر المشاهد والمخاطر والتراث أن هذه الورشة هي الأولى من نوعها بجامعة السلطان مولاي سليمان، كونها مشروعا علميا وشراكة عليمة رائدة وطموحة.
وفي هذا السياق تم تخصيص يوم الأربعاء 24يناير 2024 لورشات ميدانية بدوار أولاد سليمان (موضوع الدراسة) التابع للجماعة الترابية أولاد بورحمون بعمالة الفقيه بن صالح، وفعلا كان يوما متميزا حيث انخرط الجميع لإنجاح هذا المشروع العلمي. وكان تفاعل الساكنة مُلفتا من خلال التجاوب التلقائي مع الطلبة المهندسين والباحثين. كذلك، شاركت فعاليات المجتمع المدني في هذه الورش من خلال أشكال الدعم المتنوعة متمثلة في جمعية الخير للتنمية والتضامن وجمعية شباب بلا حدود. كما حرصت السلطة المحلية على توفير الشروط الملائمة لهذا النشاط. وانعكست هذه الأجواء الإيجابية على سير الأعمال والتحريات الميدانية التي قام بها طلبة المدرسة الوطنية للهندسة والطلبة الدكاترة تحت تأطير الأستاذ سلاك بوعزة والأستاذ عبد الله مصالح من المدرسة الوطنية بتطوان.
وكان الجميع يوم الخميس 25 يناير على موعد مع ورشتين إحداهما في موضوع: تفريغ وتحليل معطيات الاستمارة، من تأطير الأستاذين طارق العرفي وسلاك بوعزة. أما الأخرى فتمحورت حول تصميم التأهيل والتنمية من تـأطير الأستاذين سلاك بوعزة ومصالح عبد الله، وقد شارك فيها الطلبة الباحثون من مختلف التخصصات.
وفي هذا السياق أبدع أساتذة وطلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية في وضع تصميم تأهيل وتنمية جد متميز لدوار أولاد سليمان، وجرى تقديمه عشية يوم الجمعة 26 من الشهر الجاري، وقد تمحور حول نقاط أساسية تمثلت في: البنى التحتية وخاصة المرتبطة في شقها المتعلق بالولوجية، أما الشق الثاني فيتعلق بتطهير السائل، حيت اقترحت الدراسة تصميما طموحا لجمع ومعالجة المياه العادمة، أما في الشق المعماري فتم وضع تصميم منزل نموذجي.
كما تطرقت الدراسة إلى اقتراحات لتنمية الدوار من خلال تثمين المنتوجات المجالية المرتبطة بالفلاحة وزيت الزيتون، بالإضافة الى الاستثمار في التراث الطبيعي خاصة وادي أم الربيع.
وأوضح الأستاذ سلاك بوعزة في هذا الإطار على أن التصميم المنجز أخد بعين الاعتبار خصوصيات الدوار من طبوغرافيا ومناخ وعادات وتقاليد وحاجيات الساكنة، حيت كان العمل المنجز محط نقاش عميق شارك فيه العديد من الأساتذة الباحثين والطلبة والفعليات الجمعوية وفق مقاربة تشاركية عميقة. وكان التنظيم راقيا بفعل انخراط الجميع من جهة، والدور المتميز للأستاذ بوعزة سلاك عن المدرسة الوطنية للهندسة والأستاذ ماضي رضوان مدير مختبر دينامية المشاهد والمخاطر والتراث ومنسق ماستر الهجرة الدولية: المجال والمجتمع.
وأسدل الستار على مشروع علمي وشراكة متميزة ومقاربة رائدة لمواكبة مشاريع الإصلاح التي تعرفها بلادنا.
