محمد كسوة
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال يومي الأربعاء والخميس 21 و 22 رجب 1438 هـ الموافق ل 19 و 20 أبريل 2017 ندوة دولية في موضوع : ” التشريع الدولي في الإسلام رؤى فقهية وقانونية ” .
وقد عرفت هذه الندوة العلمية الدولية التي نظمها مختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية ومركز دراسات المعرفة والحضارة ببني ملال وبدعم من مجلس جهة بني ملال خنيفرة ، مشارك ثلة من الأساتذة المتخصصين والباحثين من داخل وخارج أرض الوطن.
وفي هذا الإطار ، نوه الدكتور يحيي الخالقي ، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، خلال الجلسة الافتتاحية بالحركية العلمية التي أصبحت تعيشها هذه المؤسسة ، مؤكدا أن إعطاء الانطلاقة لهذه الندوة الدولية ، تكون كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال قد سعت إلى الحفاظ على الرؤية والإستراتيجية التي تم الاتفاق عليها بين المؤسسة والشركاء وهي تثمين البحث العلمي .
وأضاف الخالقي ، أن موضوع الندوة مهم جدا بالنظر إلى كون العالم اليوم أصبح قرية صغيرة ، وما أحوجنا أولا إلى التعريف بالتشريع الإسلامي الذي يحمل في طياته القيم الإنسانية العالمية .
ودعا إلى مقاربة الموضوع من زوايا ورؤى مختلفة والغوص في أعماق هذا الموضوع لاكتشاف الآليات لإبراز الدور الإيجابي للإسلام في استتباب الأمن والسلام .
وتمنى الخالقي التوفيق والنجاح لأشغال هذا الملتقى ، آملا أن يخرج بمجموعة من التوصيات التي من شأنها تنزيلها والعمل بها على أرض الواقع.
وفي ذات السياق ، أكد الدكتور سعيد شبار ، رئيس المجلس العلمي المحلي بني ملال وأستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، قصور العقل المجتهد إزاء النظر الذي يجب إزاء الشريعة ، منبها إلى أن المرجعية الإسلامية حريصة على ربط التشريع بمنظومة القيم والأخلاق.
وأشار سعيد شبار ، إلى أنه كلما انفصلت التشريعات عن منظومة القيم والأخلاق تقع الكوارث والأزمات ، وضرب مثالا لذلك بالتشريعات الدولية الوضعية التي أصابها مجموعة من الأعطاب ، مما دفع الكثير من المهتمين أفرادا وجماعات إلى المناداة بتخليق الحياة السياسية والاقتصادية …
وأضاف شبار ، أن التشريع الإسلامي لا يتنافى مع التشريعات ولو كانت وضعية ، ما لم تخالف أصلا من أصول الشريعة الإسلامية ، لأن هذه التشريعات تخدم الأصول التي جاءت بها الشريعة .
وأشار رئيس المجلس العلمي المحلي بني ملال ، إلى أن مساحة التشريع في الإسلام من أوسع المساحات ، وهذا هو معنى صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان لتستوعب الزمان والمكان كله. داعيا إلى ضرورة المواءمة والملائمة بين الكثير من التشريعات الموجودة وروح الشريعة الإسلامية
و بدوره أكد الدكتور الساهل بنسالم ، عن مختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث ومركز دراسات المعرفة والحضارة ببني ملال ، أن مقاصد هذه الندوة الدولية وغاياتها وأهدافها ، هو تلاقح الأفكار وبناء المشترك الإنساني ، وكذا بناء المعرفة على الأصول ومحاولة إخراج الإنسانية من الحالة التي تعيشها .
وأشار الساهل إلى أن البشرية تعيش في سفينة واحدة وعلى الجميع المساهمة في بلوغها إلى شط الآمان وإلا غرق الجميع .
وأوضح ذات المتحدث أن الوسيلة قد تكون سببا في الهلاك رغم نبل المقصد والهدف ، مبرزا أن القيم القرآنية قيم بانية ، فهي أوسع من التشريع ، لكونها قيم كونية ، كالعدل والرحمة والسلم والتعايش والوفاء بالعهود …
وحذر الساهل من مغبة التنكب والابتعاد عن القيم الإسلامية ، لكون غاية بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم و إنزال القرآن الكريم عليه ، هو جعل الإنسان مصلحا في الأرض ، وأن الإصلاح لا يمكن أن ينبني إلا على هذه القيم الإسلامية .
وختم بنسالم الساهل كلمته بالدعوة إلى اعتماد مقاربة تنبني على إمكانية تأسيس القوانين والنظم على أسس كونية تنطلق من القيم القرآنية الهادية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة الدولية ، شارك فيها ثلة من الأساتذة المتخصصين والباحثين المهتمين بموضوع التشريع الدولي من داخل وخارج الوطن ، وخاصة من الشقيقة الجزائر .
وضمت الجلسة الافتتاحية والختامية و سبع جلسات علمية ، تمحورت حول خمسة محاور هي : المحور الأول : مداخل ومستويات التأصيل الإسلامي للعلاقات بين الأمم والدول والشعوب .. المبادئ والأسس ؛ المحور الثاني : قواعد ومفاهيم السلم والحرب في التشريع الإسلامي ؛ المحور الثالث : حقوق الأقليات غير المسلمة في المجتمع المسلم ، منظور راهن ومتجدد ؛ المحور الرابع : التراث السياسي الإسلامي ودوره في تأسيس القانون الدولي ؛ و المحور الخامس : مستقبل العلاقات الدولية والتحديات المطروحة أمام الهويات ، في ظل صراع الحضارات والتقاطب الثنائي الفكري والسياسي الحاد.
ملحوظة :
جميع مداخلات الندوة تجيدونها على موقع اليوتيوب في الرابط التالي :
https://www.youtube.com/user/kassoua1/videos
