افاد تقرير لمؤسسة السجن المحلي بني ملال، انه وضمن الجيل الجديد للبرامج الادماجية التي ما فتئت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على إطلاقها لفائدة النزلاء والنزيلات، احتضن يومه الأربعاء 21/ فبراير 2024 فضاء المقهى الثقافي بالمؤسسة السجنية بني ملال لقاء ثقافيا حول موضوع ” المقاوم أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين”. اللقاء قام بتسييره عبد اللطيف الطغرائي إطار بالمديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة ومن تقديم طالب بويا لعتيك ماء العينين المدير الجهوي للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة و احمد توفيق الزينبي رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان جهة بني ملال خنيفرة، بحضور الراضي هشام : رئيس المجلس التنفيدي للجنة الجهوية لحقوق الانسان جهة بني ملال خنيفرة.
فبعد تلاوة أيات من الذكر الحكيم، تناول الكلمة مدير المؤسسة، والتي من خلالها رحب بالحضور وأعطى نبدة عن الطفرة التي عرفها العمل الإجتماعي والإدماجي لفائدة النزلاء والنزيلات بالمرسسات السجنية والمجهودات التي تبدلها المندوبية العامة لادارة السجون وإعادة الادماج في مجال ادماج السجناء والسجينات .
بعد دلك تناول الكلمة المدير الجهوي للثقافة وتحدث عن شخصية احمد الهيبة ماء العينين التي بصمت على الجهاد والعلم والتربية الدينية بعيدا عن حساسية الأنتماء السلالي والذي ينتهي نسبه إلى النبي (ص) حيث ولد بمنطقة الحوض الشرقي بموريتانيا من أسرة علمية تربوية دينية ومقاومة، تمخضت عنها ولادة أول زاوية دينية بمدينة السمارة، كما استرسل في إبراز الأدوار التي قدمها أبطال المقاومة الأشاوس في سبيل الدفاع عن الوطن وصون أراضيه، وبالمقاوم والمجاهد أحمد الهيبة وريث سر أبيه الشيخ ماء العينين، والذي كان له الفضل الكبير في تحرير مدن مراكش والصحراء في معركة سيدي بوعثمان الشهيرة سنة 1912 م وطرد فلول الفرنسيين من الصحراء وموقفه البطولي حين رفض معاهد الحماية، ويستقبل بمراكش في مهرجانات شعبية كبطل للمقاومة رغم الغلبة التي حققتها القوات الغازية، وظلت قواته تحارب بقيادته ثم بقيادة أخيه الأغضف، إلى أن انهزمت أمام القوات الغربية، كل ذلك أظهر أهمية الترابط بين الصحراء المغربية وباقي المدن والحواضر المغربية من طنجة إلى الكويرة،
بعد ذلك فتح باب المداخلات والتساؤلات لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسة، والتي كانت كلها وبشهادة الضيوف مداخلات بناءة وتنم عن حس ثقافي وملم بتاريخ المجاهدين والمقاومين الشرفاء من مختلف جهات المملكة الشريفة.
رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وأثناء تدخله أعادنا لتلك الحقبة من الزاوية الحقوقية، وذكر أن المغرب حينها ناضل لاسترجاع حقوقه وكرامته بكل الوسائل وهو منذ ذلك التاريخ وسنة بعد أخرى والمملكة توقع على زخم كبير من الإتفاقيات الدولية في مجال حقوق الإنسان كما أنه يؤتث جميع المحافل الحقوقية العربية والإفريقة والدولية ويترأس لجان ومؤسسات في هذا المجال.
وبخصوص رده عن تدخلات النزيلات والنزلاء عبر المدير الجهوي للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة عن امتنانه لحضور هذا اللقاء وكذلك شكره للاهتمام الذي لمسه عند هذه الفئة من المجتمع بالتاريخ المغربي الصحراوي وبرجالاته وكذا إلمام النزلاء والنزيلات بالثقافة الصحراوية من خلال الأدب والشعر الحساني والذي استفاض فيه كثيرا بإلقاء بعض الأبيات من الشعر الحساني.
وقد تخلل هذا اللقاء الثقافي فقرات فنية من موسيقى، فكاهة وغناء أداها كالعادة مجموعة من نزلاء ونزيلات هده المؤسسة، استحسنه وأشاد به كل الحضور ومر هذا اللقاء في جو من الإنضباط وحسن الإصغاء وروح المسؤولية.
وفي الأخير تقدم مدير المؤسسة بالشكر الجزيل للضيوف مؤكدا أن باب المؤسسة السجنية دائما مفتوح لمثل هذه المبادرات وغيرها التي تهدف إلى إدماج النزلاء وانفتاحهم على العالم الخارجي.