تنظم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) دورة تكوينية جهوية لفائدة أستاذات وأساتذة مادة اللغة الإنجليزية العاملين بالمؤسسات الثانوية الإعدادية (20 ثانوية إعدادية للتجريب) المعنية بتنزيل مشروع “جسر إلى سلك التعليم الإعدادي”، الهادف إلى الارتقاء بالمجال التربوي وتجويد التعلمات في الجزء المتعلق بتدريس مادة اللغة الإنجليزية، وذلك أيام 27 و28 و29 فبراير 2024.
وقد أشرف على افتتاح هذا اللقاء مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، و إيمي بيكول Amy Pekol، و سلمى أباعوس، عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بالمغرب، و عايدة الشرقاوي، المديرة المساعدة في برنامج “جسر إلى سلك التعليم الإعدادي”، و زكرياء لطفي، والسيد أحمد الشعبي، عن برنامج جسر، بحضور رئيس قسم التخطيط والخريطة المدرسية بالأكاديمية، و المكلف بتدبير قسم الشؤون التربوية، و مفتشي مادة اللغة الإنجليزية بالجهة، و أستاذات وأساتذة مادة اللغة الإنجليزية بالمؤسسات التعليمية المعنية بتجريب هذا المشروع التربوي.
وتطرق مدير الأكاديمية في كلمته الافتتاحية إلى سياق وأهمية برنامج “جسر إلى سلك التعليم الإعدادي”، والذي يتم تنزيله من خلال اعتماد مبدأي الإخضاع للتجريب والتدرج في التعميم بكل من أكاديميات جهات بني ملال-خنيفرة، وطنجة-تطوان-الحسيمة، ومراكش-آسفي. واعتبر هذا البرنامج، بالإضافة إلى برامج أخرى تم اعتمادها، أجرأة فعلية لمحاور والتزامات خارطة الطريق 2026-2022، وبرامج الإطار الإجرائي لهذه الخارطة 2024-2023، في الشق المتعلق بتطوير ومراجعة المناهج الدراسية وأساليب التدريس، والهادفة بالأساس إلى تجويد التعلمات والمكتسبات، وتعميم الممارسات الناجحة على المستوى الوطني، والحد من أسباب الهدر المدرسي المتعلقة بعدم التمكن من المكتسبات الأساسية.
من جهتها، اعتبرت ممثلة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بالمغرب، هذا البرنامج ثمرة شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ومختلف المتدخلين والشركاء، في قطاع التربية والتكوين. ويهدف إلى تنزيل مناهج دراسية تضع المتعلم(ة) في صلب اهتماماتها، وذلك في اللغتين العربية والإنجليزية والعلوم في السلك الإعدادي، وفي نهاية السلك الابتدائي.
جدير بالذكر أن مشروع “جسر إلى سلك التعليم الإعدادي”، في شموليته، يندرج في إطار الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وعدد من الشركاء، وفــي إطار سلسلة المشاريع الإصلاحية التي تـباشـرهـا الوزارة الوصية، والــرامــية إلــى تــطويــر الــنموذج الــبيداغــوجــي، وخاصة ما يـتعلق بـالـتحكم فـي الـكفايـات والـتعلمات الأسـاس، والـتمكن مـــن الـــلغات، والارتـــقاء بـــتدريـــس وتعلم الـــعلوم والتكنلوجيا، وربـــط الـــتعليم الابــــتدائــــي بــــالــــتعليم الإعــــدادي، وفــــق مــــنظور الــــتكامــــل والانـسجام فـي الـبرامـج الـدراسـية، فـي إطـار سـلك الـتعليم الإلــزامــي، مــع إيــلاء اهــتمام خــاص بــالإدمــاج والإنــصاف، وديـنامـيات الـنوع الاجـتماعـي، والـحاجـة المـتزايـدة إلـى إعداد الأجـــــيال المـــــقبلة لـــــلتفاعـــــل الإيـــــجابـــــي مـــــع التحـــــديـــــات المستقبلية المرتبطة بالثورة الرقمية والتغيرات المناخية.
ويستهدف تلميذات وتلاميذ السلكين الابتدائي والإعدادي، ويبتغي دعم جهود إصلاح منظومة التربية والتكوين وتحقيق أهداف خارطة الطريق 2026-2022 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، والرامية إلى تحسين التعلمات الأساس، وخاصة اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم (من السنة الأولى إلى السنة الثالثة إعدادي)، واللغة العربية والعلوم (من المستوى الرابع إلى المستوى السادس ابتدائي)، لمساعدة تلاميذ السلك الابتدائي على الانتقال السلس إلى المرحلة الإعدادية، وتحسين مهارات التفكير لديهم، إلى جانب تعزيز قدرات الأستاذات والأساتذة في المواد والمستويات المستهدفة، وذلك، بناء على المكتسبات التي حققها البرنامج الوطني للقراءة (NPR) الذي ركز على المستويات الأولى في السلك الابتدائي، وكذا الممارسات الناجحة في البرامج الأخرى التي تقودها الوزارة، وذات الأثر الإيجابي على تعلمات التلميذات والتلاميذ.
هذا، ومن شأن هذا البرنامج أن يدعم ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين، عبر تحسين أداء المؤسسات التعليمية وتعزيز المهارات البيداغوجية للأستاذات والأساتذة، بما سيمكن من تحقيق نتائج قابلة للقياس على مستويي الغاية والأهداف، وكسب رهان الجودة بالمدرسة العمومية.