في اطار الزيارة التي قام بها وفد عن مجلس جهة درعة تافيلالت لجهة بني ملال-خنيفرة، ترأس والي جهة بني ملال خنيفرة، خطيب الهبيل، مساء أمس الأربعاء، بمقر الولاية، لقاء بالمناسبة بحضور عامل إقليم ازيلال، محمد عطفاوي، ورئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، عادل البركات، ورئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، أهرو أوبرو، وعضوات وأعضاء مجلسي الجهتين، ومدير المركز الجهوي للاستثمار، وعدد من الأطر التابعة لإدارتي الجهتين.
وخلال هذا اللقاء، أشار والي الجهة الى الطابع المشترك وأوجه التشابه بين جهتي بني ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت، في عدة مجالات، خاصة قطاعي الفلاحة والسياحة اللذان يشكلان ركيزتان أساسيتان في اقتصاد هاتين الجهتين، مستعرضا المجهودات المبذولة على مستوى جهة بني ملال خنيفرة، لتثمين المنتوجات الفلاحية المتنوعة، ومبرزا الاكراهات المطروحة بسبب توالي سنوات الجفاف الذي أثر على القطاع الفلاحي وجميع الأنشطة المرتبطة به، مما دفع الى التفكير في جعل قطاع السياحية ركيزة أساسية الى جانب قطاع الفلاحة، لخلق المزيد من فرص الشغل وتعزيز الدينامية التنموية التي تعرفها الجهة.
وأوضح والي الجهة أنه أصبحت الجهود منصبة على مستوى الجهة لمواجهة إشكالية ندرة المياه من خلال إنجاز المشاريع المقتصدة للماء وإعطاء الأولوية للبرامج الهادفة الى تعبئة الموارد المائية وتوفير الماء الصالح للشرب وإرساء تنمية مستدامة تعود بالنفع على الساكنة بالجهة، مضيفا أن التشغيل يحظى بأهمية بالغة من طرف مختلف الفاعلين بهذه الجهة، من خلال تظافر الجهود من أجل اعتماد المبادرات الكفيلة بتشجيع الاستثمار وخلق المقاولة والأنشطة المُحْدِثَة لفرص الشغل.
كما أشار الى العناية الخاصة التي تحظى بها المشاريع الرامية الى فك العزلة وتقليص الفوارق المجالية والرفع من جاذبية الجهة وتقوية ربطها بمحيطها الجهوي، من خلال انجاز واقتراح مشاريع مهمة تمكن من تقوية ربط الجهة خاصة، بجهة درعة تافيلالت، لتسهيل وتأمين حركة التنقل وتقليص مدة السفر بين الجهتين، مما سيساهم في تمتين الروابط السياحية والاقتصادية بينهما والرفع من جاذبيتهما المجالية.
ومن جهته، أكد رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، على أن هذه الزيارة تعتبر محطة أساسية لتعزيز الروابط وتقاسم التجارب وتأسيس علاقة تعاون بناء ومثمر بين الجهتين، نظرا للعوامل المشتركة بين الجهتين التي تعتبر حافزا كبيرا لعقد شراكات مهمة بينهما، مستعرضا المؤهلات التي تزخر بها جهة بني ملال خنيفرة وكذا المجهودات المبذولة لتثمين هذه المؤهلات.
كما أوضح انه في اطار الاختصاصات الموكولة للجهات، فإن مجلس الجهة توفق في بلورة التصميم الجهوي لإعداد التراب الذي يعد وثيقة مرجعية تحدد التوجهات الاستراتيجية للتنمية المندمجة والمستدامة لمجالات المشاريع بالجهة : الدير، الهضبة، السهل والجبل، على مدى 25 سنة (2021-2045)، مضيفا أن الجهة نجحت كذلك في إعداد برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 الذي يغطي جميع المجالات ذات البعد الاستراتيجي لتنمية لجهة.
ومن جانبه، عبر رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت عن سعادته بحفاوة الاستقبال وبالفرصة التي أتيحت لأعضاء مجلس الجهة للقيام بهذه الزيارة التي مكنتهم من الاطلاع على مجموعة من المشاريع المهيكلة بجهة بني ملال خنيفرة، خاصة على مستوى ازيلال وبني ملال، معربا عن إعجابه بالنهضة التنموية التي تعرفها هذه المدن على كافة المستويات.
كما أبرز أن جهة درعة تافيلالت تعد امتدادا لجهة بني ملال خنيفرة من خلال التشابه الجغرافي والتاريخ والقرب، مستعرضا مجموعة من العطيات المتعلقة بجهة درعة تافيلالت والمؤهلات الفلاحية والمجهودات المبذولة لتثمينها، وكذا المؤهلات السياحية والمعدنية التي تزخر بها الجهة، مؤكدا على أن هذه الزيارة تعد فرصة لإعداد خارطة طريق استراتيجية للتعاون والشراكة بين الجهتين.
وفي تدخله بالمناسبة، دعا عامل إقليم ازيلال الى خلق شراكة بين الجهتين خاصة من خلال فتح الطرق وتقوية الربط بينهما، مستعرضا مجموعة من المحاور الطرقية التي يجب التسريع بانجازها، والتي تربط جهة درعة تافيلالت بجهة بني ملال خنيفرة خاصة عبر إقليمي ازيلال وبني ملال، والتي من شأنها أن تساهم في تنمية المناطق السياحية التي تمر منها هذه الطرق وانفتاح ساكنتي الجهتين على بعضهما.
هذا وعرف هذا اللقاء تقديم عروض حول منجزات الجهة، والبرامج الاستثمارية بالجهة، وشريط فيديو حول منتزه جيوبارك مكون، وتقديم البرامج الإلتقائية للتعاون بني الجهتين في مجال الطرق و البنية التحتية، كما تم توقيع برتوكول شراكة و تعاون بني الجهتين.
وتأتي هذه الزيارة لتدارس وبحث سبل التعاون بين جهة بني ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت، خاصة من خلال دعم وتقوية الشراكة بينهما وتقاسم التجارب الناجحة في مختلف المجالات، حيث خصص لزيارة العمل هاته برنامج شمل زيارة متحف جيوبارك مكون ودار الزعفران بأزيلال، وزيارة قطب الصناعات الغذائية، ومدينة المهن والكفاءات، وورش انجاز المدينة الطبية ، والمركزالفدرالي للتكوين في كرة القدم ببني ملال.