مسرحية “العشق الكادي” بدار الثقافة ببني ملال عشق ليس كالعشق الذي تعرفونه!

هيئة التحرير28 أبريل 2017
مسرحية “العشق الكادي” بدار الثقافة ببني ملال عشق ليس كالعشق الذي تعرفونه!

تاكسي نيوز / محمد وميمى

 

هو عشق ليس كالعشق الذي تعرفونه، بل هو ” العشق الكادي” النص المسرحي الذي أبدع فيه الأستاذ عمر الجدلي كمؤلف ومخرج وطاقم الممثلين الأكفاء عبد الرحيم المنياري، سعاد خويي، عبد اللطيف شوقي، عادل لوشكي، رشيدة نايت بلعيد، زاهية زاهيري والطاقم العامل في الكواليس كل من موقعه. النص المسرحي الذي حمل بين طيات العمل الكوميدي المضحك رسائل قوية تناولت عدة مواضيع جانبية وموضوع أساسي شديد الحساسية والأهمية ” الزواج” بين الحب وبين الإكراه وتداعيات كل منهما وتأثيره على مختلف شرائح المجتمع وليس فقط على المعني بالأمر ” المرأة أو الرجل”.
النص قارن في نفس الوقت بين الزواج بالإكراه والزواج المبني على العاطفة، وتناول فترة معينة من تاريخ المغرب والتي ساد فيها نبذ الحب ومصادرة حق المرأة في الاختيار وقهر الرجل للمرأة والحجر على أهم حقوقها ووأد أحلامها. خاصة الحلم بفارس طويل ووسيم فوق ظهر خيل أبيض، قد يحوله قرار الأب أو الوصي إلى حلم أبدي غير قابل للتحقق.


سافر بنا العرض، بين عالم الكوميديا المضحك، وعالم السخرية السوداء من وقائع معينة وعالم الحب والعشق الكادي وتقاطع الكل مع المغريات المادية وسهولة تفكك الروابط الدموية والأسرية أمام المغريات المادية في غياب الحب. وقد أبدع الممثلون في تقمص الأدوار رغم اختلافها وتنوعها وتعارضها. وأكد أن الحب ذلك الإحساس السامي عن عالم الماديات والذي ساهم ويساهم في بناء أسرة سليمة وبالتالي مجتمع معافى من كافة الأمراض النفسية والجسدية.
العرض ولابد ذكر كل واحد من الحضور بقصة أو جزء من قصة عاشها أو عايشها. ودعا الحضور من خلال الرسالة المهمة، والتي ختم بها، السمو والترفع عن الماديات والمغريات المادية والتمسك بحبل الحب، مما يجعل الأسرة مترابطة ومتينة ومن خلالها بناء مجتمع سليم ومتراص البنيان في عالم مريض انتشرت وتنتشر فيه “الفردية وحب الذات”.
” العشق الكادي” انتشالنا طيلة العرض من واقع الفردية وحب الذات والمادة وعالم العمل الذي يضع كل واحد منا تحت رحمة المادة والضغوط النفسية الحادة، واستطاع أن يخرج من قلوب كلها معاناة وعاهات، ضحكات وابتسامات تحمل بين طياتها الأمل، امل في حياة وغد أفضل.
أود، أن أشد بحرارة على يد المخرج والمؤلف والفنان الطيب عمر الجدلي الذي سعى جاهدا وبكل تضحية ونكران ذات الى إنجاح مشروع توطين مسرح أرلكان في دار الثقافة ببني ملال، وكذلك كل طاقم الممثلين وكافة جنود الخفاء الذين ساهموا في إنجاح هذا المشروع، وإعادة إحياء أب الفنون في مدينتنا التي عانت من غياب الأنشطة الفنية الهادفة. وأخص بالشكر الفنان طارق الربح مدير دار الثقافة الذي بذل كل طاقاته الفنية من اجل جعل دار الثقافة بني ملال مصدر إشعاع فني وتربوي لشباب المدينة.
فلنزرع الحب، ولنحصد التعاطف والتضامن بين مختلف فئات مدينتنا ولنسمو عن الماديات من أجل تحقيق أحلامنا وحلم كل فتاة تحلم بفارس أبيض طويل ووسيم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة