تقرير // الطالب الباحث طارق برغاني
نظم ماستر السرد والثقافة بالمغرب بتعاون مع مختبر السرد والأشكال الثقافية الأدب، اللغة والمجتمع وبتنسيق مع مسار التميز في الصحافة والإعلام، لقاء أكاديميا وفنيا حول إشكالات السينما بعنوان: “صناعة الفيلم الوثائقي العلمي (الطبي)”، وذلك يوم الثلاثاء 14 ماي 2024، بالمدرج 4 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال.
هذا اللقاء حضره الأستاذ الدكتور عبد الرحمان غانمي مدير مختبر السرد والأشكال الثقافية الأدب، اللغة والمجتمع ومنسق ماستر السرد والثقافة بالمغرب، وترأسه الأستاذ الدكتور عبد العزيز القسيمي منسق ماستر العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية: تكامل المناهج والمعارف.
في بداية هذا اللقاء قدم الأستاذ الدكتور عبد العزيز القسيمي كلمة افتتاحية عبر من خلالها عن تحيته وتقديره لعميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد بالأشهب ولنائبه الأستاذ الدكتور يوسف أدروا ولجميع الإداريين بالكلية، كما رحب بجميع الأساتذة والطلبة الحاضرين، مشيرا إلى أن أهم شيء هو أن يُعطى للطلبة زاد من المعرفة والثقافة من طرف متخصصين في مجالات مختلفة، زاد يقوي الطالب معرفيا ومنهجيا ويساعده في تجديد التكوين، لهذا لابد من هذه اللقاءات والمبادرات لفائدة الطلبة، ثم تفضل الدكتور عبد العزيز القسيمي بتقديم الضيف الدكتور بوشعيب المسعودي وإسهاماته الأدبية والفنية باعتباره طبيبا وكاتبا وقاصا ومخرجا سينمائيا.
واستهل الأستاذ الدكتور عبد الرحمان غانمي عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، كلمته بتعبيره عن سعادته باستقبال الدكتور بوشعيب المسعودي ، كما عبر عن تقديره لكل الطاقم الساهر على تنظيم هذه اللقاءات من فريق تقني ولوجيستي وما يستحقونه من اعتراف واعتزاز، مرحبا بجميع الطلبة في سلك الإجازة والماستر ومسار التميز في الصحافة والإعلام وفي تكوين الدكتوراه، كما أشار الدكتور عبد الرحمان إلى ضرورة الاهتمام بالثقافة المغربية على اعتبار ما لهذا الأمر من أهمية خاصة وأن الرهانات العالمية هي رهانات تاريخية وثقافية وعوض، يقول المتحدث، ” أن نكون مستهلكين ينبغي علينا أن نكون مساهمين في إنتاج الثقافة، فالطبيعة لا تقبل الفراغ، والسينما لا تخرج عن هذا السياق”، مؤكدا على كون ماستر السرد والثقافة بالمغرب يحرص على الجمع بين ما هو نظري وما هو تطبيقي، فثقافة السينما مبرمجة ضمن وحدة في تكوين الماستر، كما أشاد بالدكتور بوشعيب وبأعماله الأدبية والفنية باعتباره كاتبا في القصة والإخراج والسينما وقبل ذلك هو طبيب متخصص في مجاله، مشيرا في هذا السياق إلى أن الجوهر هو أن الطب والأدب يلتقيان في دراسة الإنسان فالكثير من الأدباء الرواية والقصة والشعر هم أطباء، وهذا التلاقح والتزاوج له أهميته، والإشكال المتمثل في القطيعة بين العلوم ينبغي تجاوزه والبحث عن الخيوط التي تربط بين هذه المجالات، و عبر الأستاذ الدكتور عبد الرحمان غانمي عن سعادته باستقبال الدكتور بوشعيب المسعودي و ترحيبه به وبجميع الحاضرين في هذا اللقاء الذي يشكل فرصة للتذوق الفني والجمالي.
وقدمت الطالبة الباحثة بشرى مذكوري عن ماستر السرد والثقافة بالمغرب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، كلمة باسم طلبة ماستر السرد والثقافة بالمغرب، رحبت من خلالها بضيف اللقاء، وعبرت عن كونه فرصة للحديث عن سعادتها بهذا التكوين في ماستر السرد والثقافة بالمغرب، الذي أثار انتباهها بعنوانه الذي يحمل قيمة ووزنا كبيرين، وما زاد تشبثها بهذا الماستر هو تنوعه وإمكانية التعرف على معارف أخرى جديدة لم يسبق التعرف عليها، فهو تكوين يركز على الثقافة المغربية والتراث المادي واللامادي، على السرد بكل اتجاهاته كما يتضمن عدة وحدات أتيحت للطلبة لأول مرة، تكوين في دينامية مستمرة من خلال الأنشطة والندوات واللقاءات العلمية الوازنة، كما هو شأن هذا اللقاء، مضيفة أن هذا الماستر قد أتاح لها فرصة اللقاء بقامات أدبية وفكرية مغربية.
فأهمية هذا الماستر تتجلى أيضا في كثافة مواده وحصصه وجودة تكوينه، و في ختام كلمتها تقدمت الطالبة بشرى مذكوري بشكر خاص لمنسق الماستر الأستاذ الدكتور عبد الرحمان غانمي وباقي أعضاء الفريق البيداغوجي وجميع الأساتذة الذين ساهموا في هذا التكوين.
أما شهرزاد أيوش عن مسار التميز في الصحافة والإعلام، بكليه الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال.
استهلت كلمتها بتعبيرها عن سعادتها بهذا اللقاء وشكر لكل من شارك في إنجاح هذا اللقاء، مشيرة إلى أن تنظيم مثل هذه الندوات هي فرصة لا تفوت من طرف جميع الطلبة الباحثين والمهتمين، كما تقدمت بالشكر للأستاذين الدكتور عبد الرحمان غانمي والأستاذ الدكتور ادريس جبري منسق مسار التميز في الصحافة والإعلام على كل ما يقدمونه للطلبة من أنشطة ومواد علمية، شاكرة باسم جميع الطلبة كل الأساتذة والحاضرين.
ومن جانبه ، عبر الدكتور بوشعيب المسعودي، في مستهل حديثه عن سعادته بالدعوة ووجوده بين الطلبة والأساتذة، كما تقدم بالشكر للأستاذ الدكتور عبد الرحمان غانمي ولمختبر السرد والأشكال الثقافية وللأستاذ الدكتور عبد العزيز القسيمي على الكلمة الجميلة في حقه، وللأستاذ الدكتور ادريس جبري ولجميع الحاضرين في هذا اللقاء، ثم انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن مدخل حول الفيلم الوثائقي من خلال كتاباته وإبداعاته، ونبذة تعريفية بمساره الأكاديمي والمهني معبرا عن كونه طبيب قبل كل شيء وهذه مهنته ولا زال يمارسها، ثم عرج على سياق وظروف دخوله لهذا المجال من خلال مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، معرفا بإبداعاته في السينما المتمثلة في مجموعة من الكتب منها “الثقافة الطبية في السينما”، “الوثائقي أصل السينما”، “السينما والأوبئة”، فضلا عن مجموعات قصصية من بينها “شذرات من حياة”، “تيه ومتاهة”، إضافة إلى مجموعة من الأعمال السينمائية التي أخرجها من بينها الفيلم الوثائقي القصير “أسير الألم”، والفيلم الوثائقي الطويل “أمغار”، والفيلم الروائي الطويل “دوار العفاريت”، كما شارك كعضو بلجنة التحكيم في العديد من الملتقيات والمهرجانات السينمائية وهو أيضا مؤطر لمجموعة من الورشات التدريبية في السينما.
وبعد شكره لعميد الكلية ومنسق ماستر السرد والثقافة بالمغرب ومنسق مسار التميز في الصحافة والإعلام وباقي الحضور، انتقل الدكتور بوشعيب للحديث عن الفيلم الوثائقي وأنواعه وأصنافه وخصائص وميزات كل نوع بشكل عام، ثم تحدث عن الفيلم الوثائقي العلمي من خلال مجموعة من المحاور أبرزها: تحديدات مفاهيمية وتعريفية، الفرق بين الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي، تكلفة الفيلم الوثائقي وتكلفة الفيلم الروائي، أهمية الأفلام الوثائقية، الفيلم العلمي وأصنافه (فيلم البحث العلمي، الفيلم البيداغوجي، فيلم التبسيط العلمي)، ثم الأفلام الطبية، معبرا في ختام مداخلته عن أن غرضه هو إفادة الأطباء بكتاباته عن السينما وإفادة السينمائيين بكتاباته عن الطب، بعد ذلك تم عرض الفيلم الوثائقي “أسير الألم” الذي يسرد الوضع الصحي لعبد السلام ومعانته مع مرض الروماتيزم وما تعانيه أسرته بسبب إعاقته الحركية، يتضمن الفيلم شهادات لعبد السلام وأفراد عائلته وأطباء وباحثين مختصين وفاعلين جمعويين، تلاه عرض مقتطف من فيلم “أمل” الذي يحكي حالة عبد السلام بعد إجراء عملية جراحية له من قبل كفاءات طبيه مغربية.
و فُتح باب النقاش،بعد ذلك، وفي الختام قدمت للدكتور بوشعيب شهادة اعتراف وأهديت له لوحة فنية من إبداع كنزة حذف طالبة بماستر سرد والثقافة بالمغرب، ثم أخذ صور تذكارية.