تابعنا في موقع تاكسي نيوز رد مسير ندوة الركراكي على جواب زميل في موقع إخباري، خلال الندوة الصحفية التي سبقت مقابلة المغرب وزامبيا.
فسؤال الزميل الصحافي كان على شكل رأي، فأجابه مسير الندوة بدلا عن المدرب الركراكي الذي بدا حكيما ورزينا في التعامل مع الموقف، عكس مسير الندوة الذي نكن له كل الاحترام، وربما كانت إجابته متسرعة وغير محسوبة، حين قال للصحافي :” هد المرة رأيك خليه عندك حنا هنا تانطرحو الأسئلة”.
فلتوضيح بعض الأمور، فمسير الندوة لابد أن يحرص على تسويق صورة مشرفة عن المغرب من خلال التعامل مع أسئلة الصحافيين بكل حكمة، وأن يتمتع بالرزانة وضبط النفس، وأن يترك الإجابة للمدرب الذي له الحق في الإجابة أو الامتناع عن كل سؤال دون تجريح أو استهزاء من طارح السؤال.
فالصحافي الذي قال إن سؤاله هو رأي، فطبعا لم يكن كاذبا ، فالإعلام والصحافة تاريخيا بُني على “الرأي”، وظهور الإعلام منذ القدم كان عبارة عن أفكار وآراء للإنسان التي عاشها يوميا وترجمها بكل حرية على مختلف الوسائل البدائية، ولايزال مستمر في صناعة ارائه إلى اليوم، هذه الآراء التي بنى بها حضارته وثقافته(…)
أما مهنيا، فهناك جنس يسمى ” جنس الرأي” له أهمية كبرى في تقديم المواضيع وفي صياغة المقالات والتقارير الإخبارية، فالتحليل الصحفي للأحداث والافتتاحية والعمود كلها تدخل ضمن جنس “الرأي” في الصحافة، فحتى باقي الأجناس والمقالات الصحافية تعبر عن آراء أصحابها مهما ما تحمله من حياد ومصداقية(…)
فالرأي ركيزة من ركائز الصحافة والإعلام، فالصحافي لم يخطئ حين قال أنه رأي، ومن لا رأي له فلا هوية ولا شخصية له. وفي حقيقة الأمر فلا يمكن أن نفرق بين السؤال والرأي، لكون السؤال جوهريا يُبنى على أسس عديدة أبرزها “الرأي”، فكل سؤال يطرحه الإعلامي والصحافي نابع من الآراء التي يستقيها من جمهوره، ويقوم بترجمتها إلى سؤال يطرحه على محاوره بغض النظر هل اقتنع بها أم لا، فمهمته إيصال الآراء لا مناقشتها.
فالصحافي حين قال ” نقصات الجدية فالمنتخب”، فذاك يلخص رأي الشارع المغربي الذي فعلا أصبح يرى أن الجدية أصبحت تنقص العناصر الوطنية، ودليل ذلك الأحداث غير الرياضية التي شهدتها مقابلة زامبيا حين ثار كل من الناصري وزياش ضد قرارات المدرب الركراكي حين استبدلهم بلاعبين اخرين، لأن المدرب كان يبحث عن النتيجة عكس اللاعبين اللذين كانا يبحثان عن التشويق والإثارة. فالصحافي يبدو أن له حدس واسع واستبق أحداث أمس وطرح سؤاله أو رأيه كما عبر عن ذلك، وكان رأيه سديدا وترجم صحته كل من الناصري وزياش على أرض الواقع، فأصاب بذلك الصحافي صاحب “الرأي” وأخطأ مسير الندوة صاحب “خلي رأيك عندك”.