“المُشَرَّدون” بشوارِع بني ملال… ظاهرة مأساوية بين الإِشكال والحل ( صور)

هيئة التحرير26 يونيو 2024
“المُشَرَّدون” بشوارِع بني ملال… ظاهرة مأساوية بين الإِشكال والحل ( صور)

نوال ايت حسين/ صحافية متدربة

 

استفحلت ظاهرة “التشرد” بمدينة بني ملال، و تنامت وثيرتها بشكل ملحوظ في مُعظم شوارع وأزقة المدينة، حيث يتساءل العديد من المواطنين حول الأسباب الكامنة وراء الانتشار الكبير للمُشرَّدين الذين يَجُوبُون الشوارع منهم المرضى نفسيا وعقليا، ومنهم أيضا الأشخاص بدون مأوى رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً. كما تُطرح تساؤلات حول الحلول الناجعة القادرة على استئصال الظاهرة، أو على الأقل الحد من استفحالها.

ترحيل غير مبرر وانتشار في الشوارع

جوابا عن التساؤلات التي يتداولها الرأي العام المحلي ببني ملال حول وجهة عدد من هؤلاء المشردين، فإن الأمر يتعلق في بعض الحالات بتخلي أسرهم عنهم، و أحيانا بترحيلهم من مدن مغربية إلى مدن أخرى، حيث سبق وأن تم جمعهم ذات مرة في حافلة ونقلهم ليلا إلى بني ملال، وإنزالهم بالقرب من المحطة الطرقية، وهو ما يعتبر مخالفا للقانون، إذ سبق لعدة جمعيات حقوقية أن وصفت هذا التصرف بغير المبرر وغير المقبول أخلاقيا ودينيا وقانونيا.

تهديد لسلامة المواطن

يُشَكِّل عدد من المُشرَّدين خطراً حقيقياً على سلامة المواطنين وممتلكاتهم. فقد سبق لبني ملال أن سجلَّت حوادث مؤسفةً من قبيل الركل والصفع بالأيادي، والضرب والرشق بالحجارة والتكسير المُتتالي لزجاج السيارات المركونة بالشوارع واخرها ما وقع بشارع محمد السادس على مستوى حي الأطلس حين قام أحد المختلين بتكسير عدد من السيارات، مما خلف استياء أصحابها، وأثار هلعاً وخوفاً بين المارة.

نهايات مأساوية تثير حزن المواطن

تعيش هذه الشريحة من المجتمع المغربي ظروفاً قاسية في الشوارع، وتتعرض في بعض الأحيان للوعكات الصحية أو للتسممات الغذائية، لكن الضحايا يتألمون في صمت، ولا يستطيعون التعبير عن آلامهم أو أن يطالبوا بالعلاج في المستشفيات، طبعا في ظل الإهمال الذي يتعرضون إليه أيضا من طرف المجتمع، مما يؤدي ببعضهم إلى الوفاة في الشارع. وفي هذا الصدد، سجلت بني ملال يوم الجمعة 21/06/2024 حالة وفاة تتعلق برجل بدون مأوى تم العثور عنه جثة هامدة أمام باب إحدى العمارات السكنية بشارع محمد السادس بالقرب من حي أطلس. وحالة وفاة ثانية في نفس اليوم باحدى حدائق المدينة، حيث فتحت السلطات الأمنية التحقيق لكشف تفاصيل وملابسات الحادثين المؤسفين.

حلول مطروحة ورعاية مطلوبة

إن ظاهرة “التشرد” و”المشردين” تبقى مسؤولية مُشتركة بين الأسرة والمجتمع والسلطات، فكل واحد من هذا المثلث له دور ومسؤولية لابد أن يحملها على عاتقه، فالأسرة عليها الرعاية والاحتضان، والمجتمع عليه التضامن والتكافل، والسلطات عليها الاهتمام والتدخل في بعض الحالات خصوصا تلك التي تشكل خطرا على سلامة المواطن كأمثال الذين يحملون أسلحة بيضاء أو حجارة ويُعْرَفون بعنفهم اتجاه المواطن. فمن الضروري أن تتكاثف الجهود بين المجتمع المدني والسلطات بدراسة الظاهرة عن طريق عقد الندوات واللقاءات لمناقشتها وإيجاد الحلول الواقعية للحد ولو نسبيا من استفحالها.

الطب النفسي والرعاية الاجتماعية

من بين الحلول التي يطرحها المواطن، أن تُنَظَّم الحملات المشتركة بين السلطات والجمعيات العاملة في هذا المجال، من أجل إيواء المشردين على غرار فصل الشتاء، وبذلك يتم إيداع عدد من المرضى النفسيين والعقليين بقسم الأمراض العقلية والنفسية بالمستشفى الجهوي ببني ملال، و إيداع الأشخاص بدون مأوى خصوصا الشيوخ والنساء والأطفال بمؤسسات الرعاية، أو بالمراكز السوسيو ثقافية وتقديم الرعاية لهم من غسل ونظافة وأكل وشرب ولباس، وذلك بتعاون المجتمع من جمعيات وساكنة، وكل ذلك من أجل المساهمة في احتواء الظاهرة والحد من انتشارها.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة