انتشار الكلاب الضَّالة بشوارع وأزقة بني ملال يُهدد السكان ويطرح التساؤلات ويَسْتَوْجِب الحلول  

هيئة التحرير29 يونيو 2024
انتشار الكلاب الضَّالة بشوارع وأزقة بني ملال يُهدد السكان ويطرح التساؤلات ويَسْتَوْجِب الحلول  
نوال ايت حسين// صحافية متدربة
تَشْهَدُ مدينة بني ملال ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في شوارعها وأحيائها وأزقّتها، و أصبحت هذه الظاهرة تُشَكل تحدّيًا كبيرًا للمواطنين و للمجلس الجماعي على حد سواء، نظراً للأخطار المتعددة التي تُصاحب وجود هذه الحيوانات في المناطق الحضرية.
وتُساهم عدة أسباب في تكاثر الكلاب الضالة بشوارع وأزقة المدينة، كتخلّي بعض الأشخاص عن كلابهم بعد تربيتها لفترة معينة، ممّا يجعل هذه الحيوانات تلجأ للشوارع بحثاً عن الطعام، حيث تتواجد في مجموعات بشكل جَلِي بسوق برا وبمحيط المحطة الطرقية والمجزرة البلدية، والغديرة الحمراء وحديقة الذهب الأولمبي…
ومن بين أسباب الظّاهرة أيضا، عدم السيطرة على تكاثُر الكلاب من خلال غياب عمليات التعقيم، مما يؤدي إلى تضاعف أعدادها بسُرعة. بالإضافة إلى عدم توعية المواطن بمسؤولية تربية الحيوانات والعناية بها وعدم التفريط والاستغناء عنها.
ومن جهة أخرى، فتواجد هذه الحيوانات في شوارع بني ملال يحمل معه عدَّة مخاطر، منها الهجمات على المواطنين، حيث سُجلت العديد من الحالات التي تعرض فيها مواطنون لهجماتها، مما تسبب في إصابات بليغة لبعضهم. كما تعتبر الكلاب الضالة مصدرًا لنقل العديد من الأمراض، بما فيها داء الكلب (السّعار)، الذي يمكن أن يكون مميتًا إذا لم يُعالج بشكل صحيح وسريع. ناهيك عن تنقيب هذه الكلاب في القمامة وانتشار الفضلات في الشوارع مما يساهم في تلوث البيئة وزيادة النفايات وتشويه المنظر العام.
وأمام هذا التنامي الواسع لهذه الظاهرة، تعمل مصالح جماعة بني ملال على مُواجهة هذه الظاهرة من خلال عدة إجراءات، منها حملات جمع الكلاب في مركبات خاصة، ونقلها إلى مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية، لكن ذلك لا يكفي، حيث تقول مصادر جمعوية، انه لابد من  الشروع في تعقيمها للحد من تناسلها و تكاثرها اقتداء بالتجربة التُّركية مثلا . بالإضافة إلى ضرورة إطلاق حملات توعية للمواطنين حول أهمية العناية بالحيوانات الأليفة وعدم التخلي عنها في الشوارع.
ويرى فاعل جمعوي في حديثه مع الموقع، أن مشكلة الكلاب الضالة تتطلب رُؤْيَةً مستقبلية ومقاربة شاملة تشمل تعزيز التّعاون بين الجهات المعنية من سُلطات محلية وجماعية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات المعنية بحقوق الحيوان. مع تطوير البنية التَّحتية الخاصة بهذه الحيوانات كإنشاء ملاجئ ومراكز لإيوائها وتقديم الرعاية اللازمة لها. و تفعيل القوانين كتطبيق القوانين المتعلقة بحماية الحيوانات ومعاقبة المتسببين في التخلي عنها أو إساءة معاملتها.
إن ظاهرة الكلاب الضالة في بني ملال تتطَلب جهوداً متكاملةً من جميع الأطراف المعنية للحَدِّ من أخطارها وكذا ضماناً لسلامة المواطنين، وذلك من خلال توعية المُجتمع وبناء مراكز إيوائها وتعزيز التَّعاون بين مختلف الجهات، وكلّ ذلك من أجل الحد ولو نسبياً من هذه الظاهرة وتحقيق بيئة حضرية آمنة ونظيفة وسليمة.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة