نوال ايت حسين// صحافية متدربة
نظَّم مسار التميز في الصحافة و الإعلام بكلية الاداب و العلوم الانسانية بني ملال التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، أمس الاربعاء، يوما علمياً بعنوان قراءة في كتاب “أوراق من دفاتر حقوقي” للنقيب محمد الصديقي، وذلك بشراكة مع هيئة المحامين ومكاتب ابن خلدون.
واستُهل اللِّقاء الأكاديمي الذي نُظِّم بغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات ببني ملال، بكلمةٍ للدكتور إدريس جبري المُنسق البيداغوجي لمسار التميُّز في الصحافة و الإعلام، رحَّب من خلالها بالضيوف و الحضور من محامين وأساتذة ومثقفين و طلبة باحثين وإعلاميين…
و تقدَّم الأستاذ جبري بالشكر لجميع الشركاء، ونوه بمجهودات عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، الذي لا يدِّخر جهداً في دعم هذه المبادرات و الورشات.
وفي تفاعله مع قضايا الصحافة والاعلام الجهوي، أشار الأستاذ جبري، إلى أن عدداً من المراسلين الذين قضوا سنوات طويلة في العمل و غير حاصلين على البطاقة المهنية، سيحصلون على تكوين مستمر مؤدى عنه. مؤكداً في الوقت ذاته، أن الحاصلين على إجازة التميز سينتقلون مباشرة الى تكوين الماستر.
ودعا الأستاذ جبري هيئة المحامين ببني ملال الى الانفتاح على الجامعة من خلال توقيع شراكات اخرى، خصوصا أنه خلال الموسم الدراسي المُقبل، سيُفتح مسلك جديد و هو مسلك القانون باللغة العربية.
وأضاف المُتحدث بأن هذه القراءة هي تكريم للأستاذ محمد الصديقي، لما قدمه للوطن و للحقوقيين، من خلال مرافعاته عن المناضلين و عن الانسان البسيط وعن القضايا العادلة.
أما الأستاذ محمد الاشهب عميد كلية الاداب و العلوم الانسانية ببني ملال، أشاد بأهمية هذه الجلسات العلمية، لأنها تنضوي ضمن التاريخ السياسي المعاصر، حيث لا يمكن ممارسة الصحافة و الاعلام دون الاضطلاع على هذه الخلفيات خصوصا في هذا الحراك الذي تعرفه مواقع التواصل الاجتماعي, و في ظل الحاجة المُلحة لتكوينات رصينة و كذا تجارب متنوعة و التي تُستمَد من خلال لقاء شخصيات خاضت العمل السياسي و الحقوقي و الصحافي…
أما في كلمة ممثل هيئة المحامين فقد قدم الشكر و أشاد بالأستاذ محمد الصديقي و بما قدمه لمهنة المحاماة و للمجال الحقوقي.
بعد ذلك، انطلقت الجلسة العلمية للمناقشة و التي أدارت أطوارها الطالبة شهرزاد عيوش و استهلها محمد الساسي الأستاذ الباحث بجامعة محمد الخامس بكلية العلوم القانونية و السياسية بالرباط والذي تحدث باسهاب عن محمد الصديقي من خلال حضوره في أحداث المغرب المستقل، و قدم ورقة تعريفية عن نضال النقيب من خلال سرده لكرونولوجيا لأهم الأحداث التي كانت خلال تلك الفترة الزمنية.
و في قراءة للأستاذة حفيظة الفارسي اعلامية و صحافية، اعتبرت فيها الكتاب ذاكرة جماعية قبل أن تكون فردية، فهو ينتصر للذاكرة الفردية والمشتركة ويعرض لمسار الحريات والحقوق في المغرب ويوثق لسيرة فردية انصهرت في ذات جماعية.
ومن جانبه، قدم الأستاذ صالح الزرود عضو مجلس هيئة المحامين ببني ملال وعضو في هيئة التمرين للمحامين، قراءته للكتاب مشيراً الى أن العنوان قد تغير في الطبعة الثانية إلى” مهنة الحرية أوراق من دفاتر حقوقي”، و المراد بمهنة الحرية المحاماة، لتعلو مهنة المحاماة على جميع أنشطة الأستاذ الصديقي.
و نوَّه الأستاذ الزرود بأهمية تدوين النقيب لأعماله، و نقده الذاتي، وتشخيصه لواقع المهنة، مقترحاً علاجاً قوامه شباب المهنة و تراث روادها المؤسسين.
هذا، واخْتُتمت الندوة بمداخلات الحضور التي تفاعل معها الأستاذ محمد الصديقي، الذي أشار إلى أن ما لم يتحقق إلى الآن يبقى مسؤولية هذا الجيل و الأجيال القادمة، داعياً الجميع إلى تحمل المسؤولية لمواجهة أي ظلم وأي تحدٍّ مهما كانت صعوباته.
وانتهت هذه الجلسة العلمية بتكريم الضيف الأستاذ الصديقي، وبالتقاط صوراً جماعية ستبقى راسخة في ذاكرة الحضور الذين أشادوا بالتنظيم المُتَميِّز والمُحكم لهذا اللِّقاء، ونوَّهوا بالتَّفاعل المسؤول والإيجابي من طرف الجميع لإنجاح هذه المحطة العلمية.