لقد تابع الكثير مباراة المنتخب الوطني الأولمبي المغربي ضد نظيره العراقي في إطار الجولة الثالثة من دور المجموعات بألعاب باريس الأولمبية 2024 ولابد وان كل واحد سجل ما سجله من ملاحظات وافكار عن هذه المقابلة وعن الفريق الوطني.بعد نهايتها ونهاية الدور الأول.
وبدوري دونت مجموعة من الملاحظات حول اللاعب الشاب الواعد عبد الصمد الزلزولي وحول جزء من الجمهور المغربي والتي يمكن بسطها كمايلي:
1- عودة إلى الوراء القريب:
لقد شارك هذا اللاعب في مونديال قطر 2022 كاحتياطي وتم الاستعانة به في اواخر بعض المقابلات.
-لقد قاد الزلزولي الفريق الوطني لأقل من 23 سنة في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة التي نظمت بالمغرب وكان قائدا وعميدا وساهم بشكل كبير في تتويج المنتخب بالكأس القارية والتأهل إلى نهائيات اولامبياد باريس الحالية .
-في هذه النهائيات وفي جميع مقابلاته ابدع وامتع وسجل ونال إعجاب الجمهور المغربي .
-لننتقل إلى “بيت القصيد كما يقال” إلى مشاركة اللاعب الزلزولي في هذه النهائيات الأولمبية. لقد دخل احتياطيا في المقابلة الأولى ضد الارجنتين ولم يقدم ما كان منتظرا منه وعاتبه الجمهور خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
في المقابلة الثانية دخل اللاعب كأساسي وقام بمجهود حسب طاقته وخسر المنتخب الوطني المقابلة ضد منتخب أوكرانيا ونال الاعب ما ناله من عتاب شديد ونقد لاذع مع المدرب طارق السكتيوي،بل هناك من طالب بطرد الاعب عبد الصمد الزلزولي من المنتخب الأولمبي وحتى من المنتخب الأول .أكثر من ذلك حاصرت بعض الجماهير المغربية رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم ومدرب المنتخب الاول مطالبة بالتخلي عن خدمات هذا اللاعب .
-في المبارة الثالثة أمام المنتخب العراقي دخل اللاعب كأساسي (وكانت مفاجأة للبعض ) جنبا إلى جنب في الهجوم مع سفيان رحيمي والياس أخوماش والنتيجة يعرفها الجميع.
-ظهر زلزولي آخر مغاير عن الذي لعب المقابلتبن السابقتين مرر كرة جميلة وكان مصدر تسجيل الهدف الثاني ،ثم سجل إصابة عالمية بفنية رائعة واتجه نحو الجمهور المغربي في لحظة عناق حار مع مجموعة منه
2- دروس وعبر
-اللاعب عبد الصمد الزلزولي لاعب محترف تكون في فريق مرجعي في الاحتراف(بارشلونا ) ويلعب في أقوى البطولات العالمية التي تتنافس مع البطولة الانجليزية .
-قد يمر اللاعب كاي شخص آخر ب”فترة فراغ ” كما يقال لعدة أسباب( صحية -نفسية -اجتماعية-عاطفية …)لا يعرفها إلا الشخص نفسه وبعض المقربين منه
-كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع ؟
في اعتقادي الشخصي لا يوجد أي تعامل آخر إلى الثقة في اللاعب وفي حبه للقميص الوطني لانه اختار المغرب على إسبانيا والثقة أيضا في إمكانياته وهو لاعب شاب ولا زالت أمامه سنوات أخرى كثيرة بإذن الله .
لاخيار آخر إلى خيار التشجيع والتحفيز والوقوف مع الاعب ،ليس أن يعود إلى المستوى الذي ظهر به
سابقا بل إلى مستوى أكثر تألقا و ابداعا ونجاحا في المحطات القارية والعالمية القادمة.(2025-2030)
-لقد وقف زملاؤه في المنتخب مع هذا اللاعب خاصة القائد أشرف حكيمي والطاقم التقني لأنهم يعرفون ويؤمنون بقدراته أكثر من غيرهم
-ردة فعل اللاعب :هنا يظهر الفرق بين الهواية والاحتراف . فللاعب يؤمن بامكانياته ومهاراته ويعرف حقيقة ما وقع له في المقابلتين السابقتين ولم يبالي بالانتقادات -ربما اختار أن لا يقرأ أو يشاهد أو يسمع ما يقال عنه- لكي يبقي في حالة من التركيز والاستعداد.
وهكذا كان الرد والجواب في الميدان وأصبح الجميع ينادي باسمه بمن فيهم من طالب بالتخلي عنه.
خلاصة
لقد أعطى هذا اللاعب دروسا لذوي العقلية المحدودة والسطحية الغارقة في العاطفة المفرطة الزائدة والعمياء وللمتطفلين على الرياضة بشكل عام وعلى كرة القدم بشكل خاص.
لقد أعطى اللاعب الزلزولي واللاعبين الذين وقفوا بجانبه دروسا مفيدة وهي أننا يجب ان نشجع ونحفز ونعطي فرصا كثيرة لكل من يمر من أزمة كيف ما كان نوعها و طبيعتها لكي ينهض هذا الشخص من جديد وليس العمل بكل الوسائل على تدميره وتحطيمه إلى أن يفشل بشكل نهائي.
فلنتحرر جميعا من عقلية الهدم والتحطيم والتدمير ولنتشبت بثقافة البناء والتشجيع والتحفيز قولا وفعلا .