تم إدخال قطار في المنتجع السياحي عين اسردون بهدف تعزيز السياحة وإضافة لمسة ترفيهية للزوار، إلا أنه بعد تشغيله تبين أن المشروع لم يحقق الغاية المرجوة منه وكان محبطاً للجميع.
إحدى العقبات الرئيسية التي واجهها هذا القطار هي صعوبة التنقل في المسالك الجبلية التي تحتوي على منحدرات حادة وطرق غير مستوية. الجميع يعرف أن منطقة عين اسردون تتواجد في جبل، فكيف يمكن أن يغفل القائمون على هذا المشروع عن هذا الجانب الحيوي؟ السؤال المطروح هنا هو: أين كانت الدراسات الأولية والتحليلات الفنية قبل اتخاذ هذا القرار؟
بالإضافة إلى ذلك، القطار العجيب لا يتوافق مع طبيعة المسالك التي تعبرها السيارات والدراجات النارية. فسرعته التي لا تتجاوز 20 كيلومتر في الساعة تجعله عائقاً أمام حركة المرور، مسببا ازدحامات ومشاكل عديدة في السيولة المرورية والجولان.
نحن نتساءل: هل يتم تنفيذ جميع المشاريع بهذه الطريقة العشوائية ببني ملال، دون الأخذ في الاعتبار بأهمية الدراسات الأولية الفنية والتقنية؟ الفشل الذي شاهده الجميع في تشغيل هذا القطار ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو مؤشر على الأهمية القصوى للتخطيط والدراسة الجيدة قبل بدء أي مشروع جديد.
هذا يثير تساؤلاً جوهرياً حول المعايير التي تعتمدها الجهات المسؤولة عن مثل هذه المشاريع. هل يتم النظر بالفعل في البعد الفني والتجاري والترفيهي؟ أم أن هناك جوانب أخرى غير معلنة تسيطر على اتخاذ القرارات؟
إن عين اسردون مكان سياحي ذو أهمية، وينبغي أن تكون المشاريع التي تُنفذ فيه على مستوى عالي من الجودة والكفاءة. الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في جميع المعايير والإجراءات التي تم الاعتماد عليها في التخطيط لهذا القطار، لضمان أن تكون المشروعات المستقبلية ذات مردودية سياحية وترفيهية فعلية تتناسب مع المكان ومزاياه.
من المهم أن نأخذ العبرة ونتعلم من هذا الفشل من أجل تحقيق نجاحات مستقبلية وأن نستثمر في دراسة وتحليل جميع العوامل المؤثرة قبل البدء في أي مشروع جديد، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة بأعلى درجات الكفاءة والجودة.