كان ذلك يوم الأربعاء 8 غشت 1979 الموافق ل 2 رمضان بمناسبة درس من سلسلة الدروس الرمضانية التي كان المرحوم الملك الحسن الثاني يترأسها، بعد ان فطن بذكائه المعهود بالمؤمراة التي كانت تحاك من طرف النظام الجزائري المدعم انذاك من طرف بعض القوى الدولية.
تلك المؤمراة التي كانت تخطط لجعل مدينة الداخلة عاصمة للجمهورية الكارطونية الوهمية .لكن الدولة المغربية العريقة تمكنت من احباط كل الدسائس بالدفاع عن حقوق المغرب التاريخية المشروعة باسترجاع اقليم وادي الذهب ورفع العلم المغربي في مدينة الداخلة بعد ان تصدى الجيش المغربي الباسل لهجوم الأعداء المكون من حوالي 3000 مرتزق في معركة بطولية “معركة بئر انزران” التاريخية.
ومنذ ذلك التاريخ من شهر غشت 1979 وبعد الزيارة التاريخية للملك الحسن الثاني رحمه الله لمدينة الداخلة يوم 4 مارس 1980 وتقديم ساكنة الاقليم الولاء وتجديد البيعة ،بدأت قضية الصحراء المغربية تكبر لدى المغرب وتصغر لدى خصومه في أفق الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل ونهاية أسطورة “تقرير المصير” والزاول الحتمي للكيان الوهمي المصطنع وهذا ما بدأ يتحقق مع تزايد الاعتراف القاري والاقليمي والدولي بحق المغرب المشروع على كل اقاليمه الجنوبية.
ان ملحمة غشت 1979 في الصحراء المغربية ستبقى كباقي الملاحم الوطنية الأخرى مفخرة لكل الأجيال في جميع ربوع هذا الوطن الذي لن يتفانى كل مغربي ومغربية في الدفاع عن حوزته مهما كانت التضحيات ولو بالارواح على درب الشهداء من اسلافنا .