رضوان عريف
تشهد جماعة أولاد أمبارك في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في البنية التحتية، مع افتتاح العديد من المرافق العامة التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للسكان. ومن بين هذه المرافق، يبرز المسبح الجماعي الذي كان من المفترض أن يكون متنفساً للأسر والعائلات، خاصة خلال فصل الصيف الحار. ومع ذلك، أصبح الثمن المرتفع للدخول إلى هذا المسبح عائقاً أمام العديد من سكان المنطقة، مما يثير التساؤلات حول جدوى مثل هذه المشاريع.
مسبح جماعي وسعر مرتفع
ويعتبر المسبح الجماعي في أولاد أمبارك من بين المرافق التي تم إنشاؤها بهدف خدمة المجتمع المحلي. ولكن، ومع تحديد سعر دخول مرتفع نسبياً، أصبحت العديد من العائلات تجد صعوبة في تحمل تكاليف الزيارة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. ففي حين كانت الفكرة الأساسية من إنشاء المسبح هي توفير وسيلة ترفيهية بتكلفة معقولة للجميع، إلا أن الواقع يبدو مختلفاً تماماً.
إن تحديد سعر دخول مرتفع يؤدي إلى استبعاد شريحة كبيرة من السكان من الاستفادة من هذا المرفق، وهذه الفجوة الاقتصادية تعزز من الشعور بالتهميش لدى هذه الفئة، خاصة في منطقة تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية، فأطفال الأسر ذات الدخل المحدود يصبحون محرومين من فرصة الاستمتاع بالمرافق الترفيهية مثل أقرانهم من الأسر الميسورة، وهذا التمييز يمكن أن يساهم في تعزيز الفجوة الاجتماعية ويؤثر على التماسك الاجتماعي في المجتمع.
المرافق العامة: حق للجميع
يُعتبر توفير المرافق العامة من أبسط حقوق المواطنين.، وفي الوقت الذي يجب فيه أن تكون هذه المرافق متاحة للجميع دون تمييز، فإن تحويلها إلى مصدر للربح من خلال فرض رسوم دخول مرتفعة يتعارض مع هذه الفكرة الأساسية. إذ يجب أن تُعطى الأولوية لتمكين جميع السكان من الاستفادة من هذه المرافق بغض النظر عن مستوى دخلهم.
حلول عملية واقتراحات واقعية
للحد من تأثيرات هذا السعر المرتفع، يمكن التفكير في بعض الحلول العملية التي من شأنها أن تعزز من شمولية هذا المرفق، ومن بين هذه الحلول: يمكن تخفيض سعر الدخول إلى مستوى معقول يتناسب مع متوسط دخل العائلات في المنطقة، مما يجعل المسبح متاحاً لشريحة أكبر من السكان. بالاضافة إلى تقديم تخفيضات للأسر ذات الدخل المحدود، عن طريق توفير اشتراكات مخفضة أو دخول مجاني للأسر التي تعاني من ضائقة مالية، وذلك من خلال تقديم إثباتات على مستوى الدخل. كما يمكن للسلطات المحلية أو الحكومية تقديم دعم مالي للمرفق لضمان استمرارية تشغيله بتكلفة منخفضة.
هل الاستمتاع بالسباحة حكرا على الأغنياء؟
في نهاية المطاف، يبقى السؤال المطروح هو: هل يجب أن يكون الترفيه حكراً على الأثرياء فقط؟ إن توفير مرافق عامة مثل المسبح الجماعي في أولاد أمبارك هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن يجب أن يكون هذا المرفق متاحاً للجميع دون تمييز. فمن خلال اتخاذ إجراءات مناسبة لتخفيض تكاليف الدخول، يمكن للمسبح أن يلعب دوره الحقيقي في تعزيز التماسك الاجتماعي وتحسين جودة الحياة لجميع سكان المنطقة.