الحبيب المصطفى
في ظل العشوائية التي تطغى على المشهد الكروي بمدينة بني ملال، تبقى بعض المدارس نذكر منها نادي أمل بني ملال لكرة القدم ، ونادي المسيرة 2 ، ونادي مغيلة، ونادي أتليتيك بني ملال و مدارس أخرى سنعود إلى ذكرها لاحقا، من بين المدارس الكروية الغيورة التي تهتم بالمواهب الملالية بالاقليم، وتساهم في احتضان اللاعبين من مختلف الأعمار، وجعلت نواديها متنفسا لهم .
فرغم غياب الدعم العمومي من المجالس المنتخبة، وغياب ملاعب تليق بالتداريب مثل ملعب العامرية، إلا أن هذه المدارس تُضَحِّي بالغالي والنفيس في سبيل الرُّقي بكرة القدم ببني ملال، وتساعد الشباب بكل شفافية ووضوح على التكوين المُستمر والتدريب المتواصل، وتعمل على تأهيلهم ليشاركوا في المنافسات الكروية المحلية والجهوية والوطنية.
ولعل التجربة الرَّائدة التي تسير بخطى ثابتة هي نادي أمل بني ملال الذي أصبح حديث اللاعبين بجهة بني ملال خنيفرة وحتى خارج الجهة ، حيث أصبحت أندية وطنية تشهد له بالكفاءة وتتبع أخبار لاعبيه المُتميزين.
أيضا، نادي المسيرة 2 وامغيلة اللذان أصبحا مثالا في الجدية والاحترافية في تكوين اللاعبين، وتحقيق النتائج الايجابية في المنافسات الكروية، وأصبحا اسمهما على لسان جميع أندية الجهة.
وإذا كانت هذه الأندية قد أفلحت في تحقيق المراد ، فإن ذلك جاء بفعل مجهودات جبَّارة للأطر الإدارية والتقنية التي تشرف عليها، وهي الأطر التي تُعتَبر من خيرة المدربين الذين عرفتهم رجاء بني ملال، وهؤلاء يعملون بكل جد وتفان و من منطلق الغيرة على كرة القدم الملالية التي سبق لها أن تربَّعت في الثمانينات والتسعينات على كرسي المجد والتألق وأعطت لاعبين ماهرين أكفاء.
وإذا كانت هذه النوادي قد تمكَّنت نسبيا من وصول المبتغى، فإن نوادي ومدارس صغرى عديدة بالمدينة لاتزال تكافح من أجل تكوين اللاعبين بإمكانياتها المادية الخاصة وفي ملاعب لا تليق بأن تسمى ملاعب قرب كتلك المتواجدة بحديقة الذهب الأولمبي، ومع ذلك تجد المدارس الصغرى تضحي من وقتها ومال أطرها الخاص لاحتضان المواهب الكروية الصاعدة.
لقد حان الوقت للمجالس المنتخبة والسُّلطات ببني ملال، لتفتح نقاش جدي حول تطوير كرة القدم ببني ملال، وخصوصا الالتفات لوضعية هذه المدارس الكروية وأطرها الإدارية والتقنية من أجل تخصيص الدعم إليها والاهتمام بها ، لكون مستقبل أبناء بني ملال ومتنفسهم في الرياضة وليس في الانحراف والإدمان…
بصفتي أب
أعترف بكل المجهودات والتضحيات التي يقوم بها مسيرو هذه الجمعيات ومدربو الفئات خاصة الأطفال والشباب،
كما نشكر مديرية بني ملال للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على تنظيمها للدوريات للفائدة هذه المدارس في الملعب الشرفي