حميد رزقي
في الوقت الذي أكد فيه رئيس المجلس الجماعي خلال الجزء الثاني من دورة ماي العادية ، أن الحديث عن الاستثمار بسوق السبت بات من المستحيلات بسبب غياب الوعاء العقاري ، مستشار جماعي بأغلبية المجلس الجماعي يقول أن لوبيات العقار استولت على كل شيء، وان بعض المستشارين “طمعوا حتى في أراضي المساجد” وان آخرين تحايلوا على مواطنين واستولوا على بقعهم بثمن بخس.
وهو القول الذي يرى فيه البعض دعما لمجموعة من التخمينات التي كانت تراود الساكنة والتي أضحت اليوم بعدما صدحت بها حناجر من داخل المجلس الجماعي شبه مسلمات، فالأمر لا يتعلق بغياب الوعاء العقاري حقا ، إنما باستيلاء لوبيات العقار على أجود الأراضي دونما التفكير في مصير المدينة التي تم تقزيمها من كل الجوانب.
والأدهى في الأمر، أنه في ظل هذا الواقع المتشظي ، وفي ظل هذه التصريحات الخطيرة التي تشخص أزمة تدبير الشأن العام في مرحلة من المراحل نجد الجهات المعنية بسوق السبت غير عابئة بما يجري ..مع الإشارة أنه في حالة كهذه لو كان مواطنا أو صحفيا من تلفظ بقول مماثل لقامت الدنيا وقعدت ولما وجد المتحدثُ نفسهُ في طريقه إلى ردهات المحاكم بمبررات القذف والسب وغياب الأدلة..الخ.
إن ما وقع ويقع بمدينة سوق السبت لا يقتضي هذا الصمت والتجاهل القاتل للسلطات المحلية، وذلك بالنظر إلى تتبعها عن كتب لانشغالات الرأي العام ومدى تجاوب المواطن مع الدعوة إلى الانخراط في الاستحقاقات الجماعية ، لكنها اليوم وعوض مواصلة هذا المسار اتخذت مسافات بعيدة عن وقائع كثيرة لو نبشت في واحدة منها لما استقطبت كل الساكنة التي لازالت تنظر إجابات فورية عما نطق به منتخبون في جلسات عمومية مسؤولـة.
واعتقد انه دون هذا الخيار، خيار التحقيق في كل منطوق ، سوف نساهم بشكل أو بآخر في تمييع الخطاب السياسي بدورات المجالس الجماعية وسوف نفتح الباب لكل من هب ودب لأن يجادل الكفاءات بدون زاد أو معطيات حقيقية ، بل أكثر من ذلك، إننا سنؤسس لرأي عام فاقد للثقة في السياسة العمومية .