م أوحمي – عبد العزيز المولوع
في ليلة السبت 13 ماي 2017 حضر عامل إقليم أزيلال محمد عطفاوي مراسيم هيلولة دافيد دراع بدوار الكتاب بالجماعة الترابية تيدلي فطواكة . مرفوقا برئيس المجلس الاقليمي و رئيس المجلس العلمي المحلي ورؤساء المصالح الامنية ورئيس قسم الشؤون الداخلية و رؤساء المصالح الخارجية و السلطات المحلية لفطواكة ودمنات و رئيس الجماعة الترابية و رئيس الطائفة اليهودية دان الفاسي و عدد كبير من الطائفة اليهودية رجال .نساء وأطفال والذين خصصوا استقبالا حارا لوفد العامل و هتافات وزغاريد و أناشيد وطنية هزت مشاعر الحضور و خاصة صوت الحسن ينادي العيون عينية .
الزيارة تجسد عمق الروابط المتينة بين المغاربة رغم اختلاف الأديان, التي قوامها التسامح والتعايش السلمي و الإيجابي بين الأمم والشعوب من مختلف الحضارات والثقافات والأديان والأجناس ، و مناسبة لتجديد روابط الصلة بالتراث المغربي المشترك والتاريخ الذي صنعه الأجداد على اختلاف أديانهم.
و تحدث المتحدث باسم الجالية اليهودية في كلمته بالمناسبة أكد عن تشبت الطائفة اليهودية المغربية الدائم بأهداب العرش العلوي المجيد، و بوحدة المغاربة و مغربية الصحراء ، شاكرا عامل الإقليم على اهتمامه وتشريفهم بحضوره, و بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره وأيده والأسرة الملكية، وبالأمن والأمان لبلدهم المغرب والشعب المغربي.
الطائفة اليهودية المغربية تحتفل في كل سنة بموسم “الهيلولة” أو “الهيلوليا”، والذي يتزامن مع الشهر الأخير من كل سنة بضريح ” دافيد دراع “ المتواجد بدوار الكتاب بالجماعة القروية لتديلي فطواكة بإقليم ازيلال، ويعتبر حفل “الهيلولة” ومعناها “سبحوا الله “، السنوي المعتاد لدى اليهود، قصد الترحم والتبرك بهذا الولي حسب معتقداتهم، ويحضر اليهود المغاربة من مختلف بلدان العالم لهذا الحج السنوي خاصة من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
وتعد مثل هذه الاحتفالات الدينية لليهود المغاربة تعبيرا عن مدى ارتباط هذه الطائفة اليهودية ببلدهم الأصلي وحرصهم على صلة الرحم به، وبتعلقهم الكبير بأوليائهم الذين يحظون بقدر كبير من الاحترام والتقديس لديهم، كما تؤكد أيضاً التسامح الديني الكبير الذي يقابل به المغرب طائفة اليهود المغاربة.
ويجدر بالذكر أن الاحتفال “بالهيلولة” أو “الهيلوليا” في ضريح دافيد دراع بجماعة تديلي فطواكة ، دأب عليها اليهود المغاربة منذ القدم، حيث يعتبر من المواسم العريقة والذي يقام أكثر من قرنين من الزمن باعتبار أن له شأنا دينيا كبيرا لديهم، وبالرغم من هجرة الكثير من اليهود المغاربة إلى أوروبا وأمريكا وإسرائيل فإن مكانة الأولياء عند اليهود تحظى بتقدير كبير على مدار السنة، لاسيما في الاحتفالات الدينية الموسمية.