مولاي محمد الوافي
أثارت واقعة عدم مصافحة وعناق الوزير الجديد عز الدين الميداوي للوزير السابق الميراوي، ردود أفعال متباينة بمواقع التواصل الاجتماعي، بين من عبر عن غضبه من تصرف الوزير الجديد ، وبين من اعتبر التعامل طبيعي بحكم الخلاف الذي كان بين الرجلين من قبل.
وبالرغم أن مصادر مقربة من الوزير الجديد نفت صحة ما تم تداوله في رفض العناق ، مؤكدة بأن الميداوي لم يقصد إهانة رفيقه في حزب الأصالة والمعاصرة، إلا أن الصراع لايمكن أن يختلف حوله أحد، بحكم قرار إعفاء الوزير الجديد من طرف وزير التعليم السابق في ظروف سريعة ومتسرعة.
فموقع تاكسي نيوز سيرجع بالقراء إلى اواخر سنة 2022 ، حين قرر الوزير الميراوي إنهاء مهام الوزير الجديد الميداوي من مهامه كرئيس جامعة ابن طفيل، ولم يقف الأمر عند ذلك، فالرجل -الميداوي- تعرض إلى حملة تشهير غير مسبوقة من أشخاص مجهولين كانوا يحاولون تبرير قرارات الوزير الميراوي الاصلاحية آنذاك، وربما حاولوا استغلال هذه القرارات لتصفية حساباتهم مع المستهدفين، حيث وصل الحد بهؤلاء إلى اصدار اتهامات وضرب الميداوي في أمور شخصية لا علاقة لها بالمهنة أو بتسيير رئاسة الجامعة انذاك، وهي المقالات التي سبق وأن توصلنا بها من مجهولين لكن فضلنا عدم نشرها حينها لما تحمل من مسؤولية قانونية وأخلاقية.
وللمزيد من تنوير الرأي العام من طرف تاكسي نيوز، فالميداوي ليس وحده من تعرض للهجمة ، بل تم إقحام نبيل حمينة الرئيس السابق لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، والذي كان يدير شؤون الجامعة بالنيابة بعدما تم إنهاء مهامه هو الآخر، بل تم إقحام حتى الرئيس السابق لجامعة وجدة في هذا الصراع الذي كان وراءه أشخاص مجهولين لم يعرف من كان يحركهم انذاك، لكن استغلوا لصالحهم قرارات الميراوي وزير التعليم العالي انذاك.
وكان الخلاف الواقع حينها، حول أعضاء اللجان التي أنيط بها اجراء المقابلة الشفوية مع المرشحين لشغل منصب رئاسة الجامعات بكل من بني ملال والقنيطرة، حيث كان أيضا كل من نبيل حمينة وشخص اخر يعمل بالوزارة تم اقتراحه لشغل رئاسة جامعة بني ملال، قبل أن يتم إبعاد المتنافسين المذكورين، وتعيين الدكتور أبو معروف رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان الذي عينه جلالة الملك هذا الاسبوع رئيسا للهيئة العليا للصحة.
وأمام هذا الجدل الذي رافق لحظة تسليم السلط بين الوزيرين الجديد والسابق، تبقى الأبواب مفتوحة أمام عز الدين الميداوي وزير التعليم العالي لكي ينصف من تضرر من قرارات سلفه ، والذي كان هو شخصيا أحد المتضررين منها وتم إنصافه ورد الاعتبار إليه وتعيينه وزيرا لما يتميز به من كفاءة علمية ورصيد أكاديمي حافل بالمنجزات العلمية في مؤسسات التعليم العالي.
فما وقع لحظة تسليم السلط ، قد يكون عفويا وغير مقصود في ظاهره وشكله، إلا أن باطنه يعكس مرارة استهداف وجرح قديم وغائر لدى الميداوي، لا يمكن اخفاءه كإخفاء الشمس بالغربال كما يقول المثل الشعبي المغربي.
وختاما يبقى السؤال المطروح هو هل يرد وزير التعليم العالي الحالي الاعتبار لمن تضرر مثله؟!… فالأيام القادمة هي من تحمل الجواب!