تاكسي نيوز
نقدم لكم هذا الحوار الحصري مع الدكتور محسن إدالي، مدير قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان، الذي أتاح لنا فرصة مناقشة أبرز القضايا المتعلقة بسلك الدكتوراه من الجيل الجديد.
ويتزامن هذا الحوار مع الإصلاحات الشاملة التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والتي تهدف إلى تطوير النظام الأكاديمي والارتقاء بجودة البحث العلمي في المغرب.
تناول الحوار موضوعات محورية شملت فلسفة الإصلاح الجديد لسلك الدكتوراه، وأهم مواده مقارنة بالنظام القديم، وتقييم هذه الإصلاحات بعد عام من تطبيقها، إضافة إلى الصعوبات التي واجهها الطلبة والأساتذة في البدايات وكيفية معالجتها. كما تحدث الدكتور إدالي عن الدور المحوري الذي تلعبه جامعة السلطان مولاي سليمان في هذا السياق، وعن التدابير التي اتخذها قطب الدراسات ومراكز الدكتوراه لضمان تحقيق أهداف الإصلاح، بما ينسجم مع متطلبات النموذج التنموي الجديد للمملكة.
ويكشف الحوار عن رؤية متكاملة تهدف إلى تجويد البحث العلمي وتعزيز تنافسية الطالب المغربي على المستويين الوطني والدولي، مع التركيز على الابتكار ومواكبة التحولات العالمية في مجالات التعليم العالي.
وفيما يلي نص الحوار :
– بداية، شكرا للأستاذ محسن إدلي مدير قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان على إتاحتنا هذه الفرصة من أجل الحديث ومناقشة عديد النقط الخاصة بسلك الدكتوراه من الجيل الجديد في إطار ورش الإصلاح الذي دشنته الوزارة الوصية.
الجواب:
مرحبا بكم والشكر لكم على اهتمامكم بهذا الموضوع البالغ الأهمية، وحرصكم على مناقشة العديد من النقط التي أعتبرها هامة وأساسية في هذا الورش الهام لبلادنا.
سؤال :
– بداية لنبدأ أولا من فلسفة الإصلاح الجديد لسلك الدكتوراه كورش كبير لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. ما هي في نظركم أهم مواده؟ وما هو وجه الاختلاف مع النظام القديم لسلك الدكتوراه؟
الجواب:
في اعتقادي الشخصي يشكل النظام الجديد لسلك الدكتوراه ، تطورا وتجويدا للنظام السابق الذي أدى مهمته ، وتخرج بفضله العديد من الأطر التي تشتغل حاليا في حقل التعليم العالي أو في مجالات أخرى ، وتحتل مراكز جد متقدمة في المختبرات العلمية أو في سوق الشغل بشكل أو بآخر، ولكن حاليا وبالنظر للتحولات الدولية على كل الأصعدة وجب تطويره بنظرة وفلسفة جديدة ، تماشيا مع هذه التطورات وضمانا للجودة والتنافسية .
النظام الجديد لسلك الدكتوراه يشكل فلسفة تقوم على تجويد البحث العلمي والدفع بأعلى شهادة تمنحها البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال ، حتى يتمكن الطالب المغربي عند حصوله على شهادة الدكتوراه أن يجد له موقعا سواء في سوق الشغل أو في دينامية البحث العلمي في المختبرات والمؤسسات الوطنية و الدولية ، وأيضا أن ينخرط بشكل أكثر فعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا. هي فلسفة دشنتها الدولة كورش ضخم منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، تروم إصلاح أسلاك التعليم العالي( إجازة – ماستر – دكتوراه ) من خلال إعادة النظر في الهندسة البيداغوجية لهذه الأسلاك ، وتجويد أبعاد وامتدادات وطرق البحث العلمي برمته. على أن القاسم المشترك لهذه الأسلاك هو مصطلح الجيل الجديد، بمعنى الطالب المتمكن من اللغات الحية، و الرقمنة ، و المهارات الحياتية، الطالب القادر على أن يكتسب جرأة تمكنه من التجاذب الفكري، ومن الترافع حول مختلف القضايا التي تهم بلده ومصالحها ،الطالب القادر على الانخراط الفعلي في الحياة البحثية والأكاديمية و الاجتماعية بشكل كامل، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تنزيل مفهوم استراتيجي يشكل روح الاصلاح الجامعي وغاية الجامعة الوصية بامتياز، ألا وهو مفهوم الابتكار .
ابتكار في الهندسة البيداغوجية، و البحث العلمي المنسجم مع السياقات الوطنية والاقليمية والدولية ، والمصالح العليا لبلادنا ، وابداع تدبير الزمن الجامعي و طرق استيعاب المعرفة وتوظيف الذكاء الاصطناعي و التكنولوجيا المتجددة باستمرار.
ومعلوم أن النظام الساق لسلك الدكتوراه ، كان يلزم الطالب بإنجاز بحث علمي أو تقني في مجال الأطروحة، ومتابعة التكوينات التكميلية في حدود 200 ساعة، وأيضا نشر مقالات تحدد أعدادها في إطار ضوابط متممة تختلف من جامعة لأخرى ومن مؤسسة لأخرى داخل نفس الجامعة ، وأيضا مشاركات في ندوات دولية أو وطنية . أما بالنسبة للدكتوراه من الجيل الجديد ، فهي تحدد بنظام الأرصدة القياسية ، على اعتبار أن الحصول على شهادة الدكتوراه يتطلب استيفاء 180 رصيدا قياسيا ، منها 150 رصيدا قياسيا للبحث العلمي أو التقني أو هما معا المنجز من طرف الطالب ، و30 رصيدا قياسيا لوحدات التكوين الإلزامية ، والتي تتشكل من 9 وحدات ، منها التكوينات المعرفية ب 10 أرصدة قياسية وتكوينات اللغات ب 6 أرصدة قياسية ، وتكوين في الرقمنة ب 3 أرصدة قياسية ، وتكوينات التمكين ب 11 رصيدا قياسيا ) على الطالب أن يستوفي 30 رصيدا، واستيفاء الرصيد هو أن يحصل على نقطة 10/20، دون إمكانيات التجابر ما بين هذه الوحدات ، على أن التقييم هو مسألة ترتبط بما ورد في دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية، يرتبط بالأعمال التي سيقوم بها الطالب، وأيضا استكماله لعدد الساعات المحددة ما بين 45 و 50 ساعة بشكل حضوري وعن بعد وأيضا بالتناوب . إلى جانب ذلك حدد دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية شروط أخرى من أجل الترخيص بمناقشة الأطروحة سنتحدث عنها لاحقا .
وما يميز النظام الجديد أيضا هو أنه بعد استيفاء الشروط ومناقشة الرسالة ، يحصل الطالب الباحث على شهادة الدكتوراه بملحق لها يتضمن على الخصوص، معلومات مفصلة حول التكوين الجامعي للطالب في مرحلة سلك الدكتوراه ؛ ومدى إتقانه للغات الأجنبية وفقا للضابطتين 9 و 11 ؛ والمهارات الرقمية التي اكتسبها الطالب في هذه المرحلة ؛ و الأنشطة الموازية بما فيها الأنشطة البيداغوجية والعلمية والثقافية والفنية والرياضية، التي قام بها الطالب في نفس المرحلة.
سؤال :
بعد سنة من تطبيق المستجدات الواردة في دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية لسلك الدكتوراه، ما هو تقييمكم لهاته الإصلاحات؟
الجواب:
أظن أن تقييم ذلك سابق لأوانه، ولكن يمكن أن نؤكد على أن الإصلاح أخذ مساره السليم ، سواء على مستوى الهندسة البيداغوجية، أو على مستوى تطبيق مضمون الضوابط العشرون الواردة في دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية ، وأيضا على مستوى الاستئناس وضبط النظام الجديد بكل مكوناته بالنسبة للطلبة و الأساتذة والمؤسسات المعنية ، وأيضا على مستوى إخراج باقي الوثائق الرئيسية للنظام الجديد بانسجام تام مع دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية ، والمتمثلة في الميثاق الوطني للأطروحة والقوانين الداخلية لقطب ومراكز الدراسات في الدكتوراه والتي توجد في مراحلها النهائية من أجل الاعتماد والمصادقة . وعليه فكل المؤشرات هي إيجابية بالنظر لجودة التكوين المقدم رغم أن الانطلاقة لم تصل بعد إلى مئة في المئة ولكن نتفاءل خيرا، ونحن متأكدون أن مجهود الوزارة المعنية ومجهود السادة الأساتذة وبنيات البحث وأيضا الطلبة ، لابد وأن يعطي نتائجه في القريب العاجل ان شاء الله على مستوى تجويد تكوينات الدكتوراه والرفع من مستوى الطلبة الباحثين على كل المستويات بالنظر لأهمية التكوينات الإجبارية التي يتابعونها أو على مستوى القفزة التي عرفتها مواضيع البحث كما أشارت إلى ذلك المناظرات الجهوية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتي تروم أن تنسجم هذه المواضيع البحثية مع حاجيات الجهات ومع حاجيات بلادنا في إطار النموذج التنموي الجديد.
سؤال:
شهد موسم انطلاق النظام الجديد للدكتوراه، صعوبات في السير العادي للتكوينات الإجبارية الواردة في دفتر الضوابط العلمية والتي تعد شرطا أساسيا للمناقشة ، خاصة على مستوى منصة اللغات روزيطاسطون وأيضا على مستوى من يدبر هده التكوينات ما هي أسباب ذلك في نظركم؟ وكيف يمكن تجاوزها ؟
الجواب:
هي صعوبات البداية وهو أمر عادي جدا ، فبداية أي اصلاح لابد أن تمر من مرحلة انتقالية حتى يستوعب كل من له علاقة بذلك النظام الجديد، طلبة وأساتذة وبنيات بحث وفرقاء من المحيط السوسيواقتصادي … الخ ، الأكيد هو أن الإصلاح أخذ طريقه، وأولى المؤشرات هي مشجعة جدا على اعتبار أن العديد من الجامعات والكليات والتكوينات باشرت هذه التكوينات الإجبارية، سواء تعلق الأمر بالتكوينات المعرفية أو بالتكوينات الإشهادية في اللغات والرقمنة، أو أيضا بالتكوينات المرتبطة بالمهارات الحياتية.
لا ننسى أيضا أنه وفي إطار الميثاق الوطني كوثيقة أساسية في النظام الجديد للدكتوراه هناك إشارة أيضا للتكوينات التكميلية الخارجة عن التكوينات الإلزامية والتي تعطي للطالب هامشا واسعا من أجل إثبات كفاءته وديناميته من خلال المشاركة في الندوات وبرامج التدريب، وأيضا في اصدار مقالات علمية تعتبر أساسية في بحث الدكتوراه وكل الأنشطة الموازية الأخرى التي ستتبث في الملحق الخاص بالطالب .
بالنسبة لتدبير وتنسيق هذه التكوينات فقد حسم فيها دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية في الضابطة 9 ، حيث أن مراكز الدكتوراه هي المسؤولة عن تحديد الوحدات المعرفية بتنسيق مع قطب الدراسات في الدكتوراه في شكل تكوينات علمية يجب استيفاؤها خلال السنة الأولى أو الثانية ؛ بينما يشرف القطب على وحدات اللغات والرقمنة ووحدات التمكين.
وأكيد أن هذه السنة ستعرف بعد أن ستتم المصادقة واعتماد الوثائق الأساسية التي أشار إليها دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية الصادر بالجريدة الرسمية وهي الميثاق الوطني للأطروحة وأيضا القوانين الداخلية الوطنية لكل من قطب الدكتوراه ومراكز الدكتوراه، فستعرف هذه العملية المزيد من الضبط والتحكم على مستوى الحكامة والتدبير والتنسيق ، بغية أجرأة فعلية لها .
سؤال :
أكد دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية لسلك الدكتوراه ، الصادر بالجريدة الرسمية بتاريخ 14 أكتوبر 2024 عدد 7343 ، على أن الطالب المسجل في سلك الدكتوراه مطالب لزوما باستيفاء 30 رصيدا قياسيا للتكوينات الاجبارية خلال 3 سنوات ، دون امكانية التجابر بينها، وهو شرط أساسي من شروط مناقشته رسالته ، وقد شكل تقييم هده الوحدات خلال الموسم الجامعي 2023 /2024 تساؤلات كثيرة في أوساط طلبة الدكتوراه و الأساتذة بخصوص الأجرأة وطرق التنفيذ ، اعتبارا لقيمة الباحث في سلك الدكتوراه ما هو رأيكم في ذلك؟
الجواب:
دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية واضح في هذا المجال، على الطالب من الجيل الجديد أن يستوفي 30 رصيدا قياسيا من خلال الوحدات التسع المطالب بها ، على أن الوحدة حسب الضابطة رقم 9 ، يعادل غلافها الزمني ما بين 40 و 50 ساعة من التدريس والأنشطة العلمية والتقييم، يتم استيفاؤها بالحصول على نقطة لا تقل عن 10 على 20 لكل وحدة، دون معاوضة. وتتوزع هذه الوحدات على ثلاثة أصناف :
وحدات معرفية في شكل تكوينات علمية تحدد من قبل مركز الدكتوراه، يجب استيفاؤها خلال السنة الأولى أو الثانية ؛ وحدات في اللغات والرقمنة لتمكين الطالب من اكتساب مهارات لغوية ورقمية، تحت إشراف قطب الدراسات في الدكتوراه ؛ وحدات التمكين في شكل تكوينات، تمكن الطالب من اكتساب مهارات أخرى خارج الحقل المعرفي لتخصصه، تحت إشراف قطب الدراسات في الدكتوراه . يمكن استيفاء وحدات اللغات والرقمنة والتمكين طيلة السنوات الثلاث الأولى لتحضير الأطروحة..
بالنسبة لتقييم هده الوحدات فهو مرتبط بالنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، ووفق الإجراءات المحددة في الملف الوصفي لتكوين سلك الدكتوراه. على اعتبار أننا في مستوى الدكتوراه، وأيضا لأن مفهوم الابتكار يخص أيضا طرق تقييم هذه الوحدات الإلزامية انسجاما مع طبيعة سلك الدكتوراه وخصوصيته .
فالغاية من هذه الوحدات هي تجويد مسلك الدكتوراه، والرفع من مستوى الطلبة الباحثين وتمكينهم من كل الأدوات والأليات التي ترفع من مستوى تنافسيتهم الدولية ارتباطا بحاجيات بلادنا من الرأس مال البشري، وأيضا انسجاما مع الأوراش الكبرى التي دشنتها بلادنا على كافة المستويات والأصعدة في إطار النموذج التنموي الجديد الذي نادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي يتأسس على تجويد البحث العلمي بكل أبعاده عامة ، و سلك الدكتوراه على وجه التحديد ، لأن هؤلاء الطلبة الباحثون هم رجال الغد وهم الرأسمال البشري الحقيقي الذي يراهن عليه المغرب في مستقبله الواعد .
سؤال :
وماذا عن باقي الشروط المحددة في دفتر الضوابط العلمية و البيداغوجية لسلك الدكتوراه للترخيص بمناقشة الأطروحة ، كيف يمكن أجرأتها حتى لا تشكل عائقا أمام الطلبة الباحثين لمناقشة أعمالهم؟
الجواب:
هي التزامات واضحة بالنسبة للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه من الجيل الجديد، الغاية منها هي تجويد البحث والرقي بمستوى الطلبة الباحثين في هذا السلك على اختلاف الشعب التي يبحثون فيها، خصوصا أنها تمكنهم من اللغات الحية، ومن الرقمنة و المهارات الحياتية، و الجرأة الضرورية للطالب الباحث ، الذي من خلالها يمكنه التعبير عن ما اكتسبه من معارف في مساره الدراسي بأكمله ، واكتساب شخصية الباحث والقدرة على التجاذب الفكري والنقاش البناء والترافع على مصالح بلده .
أجرأة الشروط الواردة أعلاه ، محددة في بنود دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية لسلك الدكتوراه ، الدي دقق في مسؤوليات قطب الدراسات في الدكتوراه ، ومراكز الدكتوراه، و المؤسسات وبنيات البحث المعنية بتكوينات الدكتوراه . هو عمل يتميز بمقاربة تشاركية من أجل تسهيل الأمور على الطلبة الباحثين ، وإيجاد حلول للصعوبات ، والتدبير الذكي المبتكر . وقد حددت الضابطة15 من دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية لسلك الدكتوراه ، إجراءات منح الترخيص بمناقشة أطروحة الدكتوراه من لدن رئيس الجامعة مشروط ، باستيفاء جميع وحدات التكوين الإلزامية ؛ و استيفاء التداريب والأعمال العلمية والميدانية ؛و إخضاع الأطروحة للبرنامج المضاد للقرصنة العلمية ، وإعداد تقرير في هذا الشأن من قبل مركز الدراسات في الدكتوراه ، ينفي صبغة القرصنة ؛ و الإدلاء بتقارير إيجابية للمقررين الثلاثة ؛ و نشر مقالين علميين على الأقل في موضوع الأطروحة بإحدى المجلات الواردة بقاعدات المعطيات المحددة بمقرر للسلطة الحكومية المكلفة بالتعليم العالي، يؤخذ بعين الاعتبار في هذين المقالين عامل تأثير المجلة التي نشر بها المقال ، وكذا الحقل المعرفي موضوع الأطروحة، وتقوم براءة الاختراع مقام منشور علمي واحد ؛ و تقديم مداخلتين على الأقل في تظاهرات علمية وطنية تو دولية .
هو إذن عمل تشاركي على أعلى مستوى من الدقة ، يتطلب فلسفة تؤمن بعمل الجماعة وتكرس البعد الحقيقي للجيل الجديد من الطلبة ، الذين يبحثون بشكل يدعم الأوراش الكبرى لبلادنا ، ويطور الجامعة المغربية ويرفع من كفاءتها ويحسن ترتيبها العالمي . فلسفة عمادها الابتكار والشراكات مع المحيط السوسيواقتصادي، ومع الجامعات والمقاولات الوطنية والأجنبية في إطار فلسفة رابح رابح، سواء جنوب شمال أو جنوب جنوب، وهذا آمن به المغرب، وتؤمن به الحكومة و الوزارة الوصية حاليا ، لأنه بدون انفتاح على العالم لا يمكننا المنافسة في إطار النموذج التنموي الجديد وتنزيل مخرجات المناظرات الجهوية التي قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار خلال السنوات السابقة.
سؤال:
لنتحدث عن جامعة السلطان مولاي سليمان، ماهي أهم المؤشرات الحالية فيما يخص سلك الدكتوراه، سواء على مستوى التكوينات، أو على مستوى أعداد الطلبة؟
الجواب:
تتكون جامعة السلطان مولاي سليمان كجامعة فتية حاليا من 13 مؤسسة من مختلف التخصصات ، تقدم عرضا بيداغوجيا متنوعا ب 197 مسلك معتمدا برسم الموسم الجامعي 2024/2025، تتوزع على مستويات الاجازة و إجازة التميز، و الماستر وماستر التميز بما في ذلك الاستقطاب المفتوح والاستقطاب المحدود ، وأيضا على مستوى الدكتوراه ، ويناهز عدد الطلبة والطالبات 50000 ، وهو رقم مهم جدا بالنظر لحداثة إنشاء الجامعة .
بالنسبة لسلك الدكتوراه موضوع نقاشنا، فهناك الآن 29 مسلك معتمدا برسم الموسم الجامعي الحالي ، منها 11 تكوينا معتمد ا في شعب العلوم والتقنيات والمدرسة العليا للعلوم التطبيقية والكليات متعددة التخصصات ، و15 تكوينا في الآداب والعلوم الإنسانية ، وثلاث تكوينات في الحقوق والاقتصاد والتدبير. إذن، هذه السنة عرفت ارتفاعا لنسبة الطلبة المسجلين الجدد، فبعد أن كان العدد في حدود 630 طالب في الموسم السابق، ارتفع إلى 1000 طالب مسجل جديد بسلك الدكتوراه بمختلف التكوينات.
وهذا يؤكد أن الجامعة بكل مؤسساتها تعرف دينامية مهمة جدا تتطلب تدبيرا محكما لتجاوز كل الصعوبات ومعالجة المشاكل ، وهنا لابد من تقديم خالص الشكر للسادة الرؤساء الذين تعاقبوا على تدبير شؤون الجامعة والسادة العمداء والمدراء ومدراء بنيات البحث والأساتذة والموظفون والطلبة ، للمجهودات الجبارة التي بذلت ولا زالت تبدل من أجل الارتقاء بهده الجامعة للمراتب المتقدمة .
سؤال :
في هذا الإطار، ما هي التدابير المتخذة على مستوى قطب الدراسات ومراكز الدكتوراه بالجامعة، وعلى من أجل تحقيق أهداف الإصلاح الذي دشنته الوزارة الوصية ؟
الجواب:
طبقا لمقتضيات القانون رقم 01.00 المتعلق بتنظيم التعليم العال ، .يتولى قطب الدراسات في الدكتوراه مهمتي تدبير سلك الدكتوراه وتنسيق أنشطته ، وهو مصلحة مشتركة للجامعة، ويضم 3 مراكز للدراسات في الدكتوراه، ، وهي : مركز الدراسات في الدكتوراه في العلوم والتقنيات وعلوم الصحة ، ومركز الدراسات في الدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية والفنون وعلوم التربية ، ومكز الدراسات في الدكتوراه في العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية وعلوم التدبير .
وفي هذا الصدد، هناك اشتغال متواصل من أجل استكمال كل ما يرتبط بأقطاب الدكتوراه و تطبيق المنظام الذي يشكل جزءا هاما من الإصلاح، وأيضا تحديد المسؤوليات بوثائق أساسية بالنسبة للدكتوراه، من خلال الميثاق الوطني والقانون الداخلي لأقطاب الدكتوراه وأيضا القوانين الداخلية للمراكز، والذي سيصادق عليه في الأيام القليلة القادمة. وهو مجهود كبير تشكر عليه الوزارة الوصية، ورؤساء الجامعات ومدراء أقطاب الدكتوراه ومراكز الدكتوراه ومدراء بنيات البحث والسادة الأساتذة، لأنه شكل مجالا خصبا لتبادل الأفكار والنقاش بغية الخروج بوثائق تستجيب للدينامية التي يعرفها الإصلاح وتترجم فعلا مضمون دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية الذي تمت المصادقة عليه ونشر في الجريدة الرسمية. أظن أننا وصلنا إلى المراحل النهائية لهيكلة هذه المؤسسة، وتمكينها من الوثائق الأساسية للاشتغال، وبالتالي فالنتائج ستظهر عما قريب إن شاء الله.
وقد اتخذ قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ، وبانسجام تام مع الوزارة الوصية ، كل التدابير المنصوص عليها في دفتر الضوابط العلمية والبيداغوجية لسلك الدكتوراه ، بحس تشاركي مع مراكز الدكتوراه بالجامعة و نيابة الرئاسة المكلفة بالبحث العلمي والتعاون ، والمؤسسات المعنية بالتكوينات ، ومنسقو بنيات البحث بها ، من أجل القيام بالمسؤوليات المنوطة به على مستوى التدبير والتنسيق والمشار لها في الضابطة رقم 2 من دفتر الضوابط ، والتي تؤكد على :
• تنسيق أشغال مراكز الدراسات في الدكتوراه ؛
• تتبع الأنشطة العلمية بسلك الدكتوراه ؛
• توقع تعداد الطلبة الممكن تسجيلهم بسلك الدكتوراه وتتبع مسارهم الجامعي ؛
• تتبع المنشورات العلمية للطلبة ؛
• عرض مواضيع البحث على المترشحين لولوج سلك الدكتوراه ؛
• حصر ونشر لائحة المسجلين بسلك الدكتوراه ؛
• نشر لائحة المؤسسات أو الهيئات التي يمكن أن تنجز بها التداريب أو الأعمال العلمية أو الميدانية لفائدة الطلبة والعمل على تحيينها ؛
• تتبع وتنسيق التكوينات الإلزامية ؛
• التنسيق مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني فيما يخص فهرسة مواضيع البحث بتكوين سلك الدكتوراه، والأطروحات المناقشة، وكذا في كيفيات استعمال البرنامج المضاد للقرصنة العلمية.
وفي ختام هذا الحوار، نتوجه بالشكر للدكتور محسن إدالي مدير قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان، على هذه الشروحات المستفيضة والتوضيحات الشاملة لكل ما يتعلق بنظام الإصلاح البيداغوجي لتكوينات الدكتوراه.