تفاعلا مع تهيئة القصبة الاسماعيلية… ها واحد الدراسة أكاديمية بحثية جاهزة جابتها تاكسي نيوز وتاتعرضها على والي الجهة لي مشا لهد المعلمة التراثية وعطا وعد باش يتم التأهيل ديالها

هيئة التحرير31 ديسمبر 2024
تفاعلا مع تهيئة القصبة الاسماعيلية… ها واحد الدراسة أكاديمية بحثية جاهزة جابتها تاكسي نيوز وتاتعرضها على والي الجهة لي مشا لهد المعلمة التراثية وعطا وعد باش يتم التأهيل ديالها

تاكسي نيوز// خاص

 

تقديم :

استبشرت الساكنة خيرا في زيارة محمد بنرباك والي جهة بني ملال خنيفرة، إلى القصبة الاسماعيلية بقصبة تادلة، وذلك تفاعلا مع نداءات المواطنين عبر موقع تاكسي نيوز الذي انفرد بنشر مقال حول هذه المعلمة، حيث يأمل الجميع أن تكون زيارة الوالي فأل خير على هذا التراث العريق المنسي بإقليم بني ملال، وأن يعاد إليه الاعتبار لكونه جزء من تاريخ المغرب ومن هوية المغاربة.

واستمراراً في التَّفاعل الايجابي من موقع تاكسي نيوز بالاقتراحات البنَّاءة باعتبار الصحافة شريكاً أساسياً في المُساهمة في وضع الحلول للسياسات العامة بما فيها قضايا التراث الجهوي، نقدم هذه الدراسة الأكاديمية البحثية التي أنجزها الزميل جمال مايس مدير الموقع والباحث في سلك الدكتوراه في التاريخ والتراث الجهوي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، وهي جزء من الدراسة التي أجراها تحت إشراف الدكتورة سعاد بلحسين منسقة الدكتوراه ومديرة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة.

هذه الدراسة أُنجزت حول عدد من المواقع الأثرية باقليم بني ملال ضمن فريق البحث في تكوين التاريخ والتراث ، حيث تقترح الدراسة حلولا واقعية لحماية هذه المآثر من بينها القصبة الإسماعيلية. كما نشير أن الصور والأرقام والقياسات مقتبسة عن دراسة تقنية جاهزة قامت بها مديرية التراث بشراكة مع مركز خاص للدراسات ونتوفر على نسخة منها في حال قرر المسؤولين الاعتماد عليها بدل الدخول في انجاز دراسات جديدة ستتطلب وقتا وميزانية.

 

1 – مكونات القصبة ووضعيتها الراهنة

 

أ –  النطاق الخارجي ويتكون من :

– الأسوار والأبراج

تحيط بالقصبة أسـوار من جميع الجهات الشرقيـة والـغربيـة ، والشمـالـية والجنوبية مهمتها كانت دفاعية مـن هجمات الأعداء . لا تزال منتصبة لحدود اليـوم علـى مساحة 28520 متر مربع .

.تتواجد مجموعة مـن الأبـراج علـى طـول الأسوار ومهمتها كانت تحصيـن الـقصـبة ومـراقبتها والدفاع عنهـا، ويبـلـغ عددها عـشـرون برجا تنـتـشـر فـي الـواجهات الأربعة للقصبة.

الأبواب

تتكون الـقـصـبة مـن بـابين رئيسين أبرزهـما البـاب الشمالي الـشرقي. أما البـاب الثاني يتواجد بالجهـة الشمالية الغربية، بالإضافة إلى أبواب ثانوية تتكون من البـاب الـشـرقـي الكبير ،وبجانبه باب صغير . وباب الـدويـرية والباب المتواجد بالبناية المسورة في الجهة الغربية.

ب – النطاق الداخلي ويتكون من :

المساجد

تتوفر الـقـصـبة على مسجدين أقدمهما يتواجد قبـالـة بنـايـة القصـر والـريـاض ، ومساحته 10.50 × 8.60 متر مربع ، بناه السلطان مولاي اسماعيل في الربع الأخير من القرن 17م. أما المسجد الثاني أكبـر مـن الأول بنـاه الأمير أحمد الذهبي ابن السلطان مولاي اسماعيل .

– القصر ومرافقه

يتواجد بالجهة الجنوبية في اتجاه الناحيـــة الـشـرقـيـة وتبلغ مـسـاحتـه 5505 متر مربع ويتكون مـن الـدار الكبيرة و الدويرية، و دار الحكم. ومـن الجهة الشرقية للدار الكبيرة تـتواجـد بنـاية تسـمـى الـريـاض يرجح أنها كانت تابعة للقصر السلطاني. وبجانب الـقـصـر دائمـا مـن الـجـهـة الـشـرقية تتواجد الإسطبلات الخاصة بالـخيـول علـى مساحة (24.20 م × 15.40 م ).أما بعض الغرف مـن خـلال شكلها ومسـاحـتهـا ومـوقـعهـا قد تكون مأوى وسـكـن للجنود والحراس ، كما تتواجد مساحة مجاورة للإسطبلات قد تكون فـضـاء لترويض الخيول.

المخازن

توجد المخازن فـي الـجـهـة الـغربيـة للـقصبـة ومحاطة بثلاثة أبـراج علـى مساحة 26 م طولا و 54 متر عرضا وتتكون من 18 غرفة بأعلى سقفها فتحات للتهوية. ويعتقد ان هذه المخازن كانت مخصصة لجمع الضرائب العينية من سكان تـادلا.

مجالات مسورة

يتواجد داخل القصبة مجال مُسوَّر بكل من الجهة الشرقيـة والجهة الغربية يرجح أنها كانت فضاء لوضع الخيام وسكن الجنود خلال الحروب وفترات القلاقل .

2 – الترميم والتهيئة

 

 

أمام حجم الضرر الذي تعرضت إلـيه مكونات ومرافق القصبة الإسماعيلية من تساقط أجزاء من أسـورهـا وأبراجهـا ومـرافـق الـقـصـر، وذلك بفعل عدة عوامل أبرزها العـامـل الـطبيعي، حيـث تتسبب الأمطار الموسمية التي تعرفها المنطقة في تساقط التـربة من أعلى الأسوار وأسفلها، وأدت إلى تهالك بنـايـات القصر ، وانهيار أجزاء من الجدران والأبواب الرئاسية والثانوية. بالإضافة إلى الزحف السكاني الذي يحيط بها وأصبح يهدد تواجدها وقد نستفيق يوما علـى هدمها وبناء المنازل مـكـانـهـا، لا سيما وأن الزحف العمراني لا يشبع مـن أكل المعالم التاريخية. وأمام هذا الـضرر الكبير خضعت أجزاء من هذه الـقصبـة إلى بعض الإصلاحات وشملت الأسـوار والأبواب، لكنها سرعان ما تهاوت من جديد وأصبحت مهددة بالزوال.
فإنقاذ هذه القصبة من التقلبات المناخية والتساقطات المطرية ومن التأثيرات البشرية خصوصا العمرانية. يتطلب وقفة حقيقية نابعة من الإيمان بضرورة حماية هذا المـوروث المـادي. ولابد من رؤية واقعية مستوحاة من الغيرة على هذا التراث، من أجل القيام بإصلاح شامل لجميع مكوناتها وتحويلها من أطلال مهددة بالاندثار إلى فـضاء يـحيي الـروح فيها ويخلق بها رواجاً سياحياً تنتعش معه المـدينة.

وفي هذا الصدد حصلنا على دراسة مهمة عن تهيئة القصبة قامت بها مديرية التراث بوزارة الثقافة عن طريق مكتب للدراسات تابع لمركز خصوصي ، وتعتبر هذه الدراسة التي طالها النسيان هي الأخرى ، ذات أبعاد مستقبلية ستجعل من القصبة قبلة للزوار ووسيلة لانعاش السياحة المحليـة.

قراءة للدراسة :

قسَّمت الدراسة تهيِئَة القصبة إلـى ثلاثة أشغال وهي :

+ فضاءات تخضع للترميم:

وهي القصر و ملحقاته بداية من الدار الكبيرة و الـدويرية و دار الحكم والرياض والمستودعات – والإسطبلات وبرج السكن وبرج الماء البستيون والمخازن والسقوف ومسجد مولاي اسماعيل وأحمد الذهبي والأسوار والأبراج.

+ فضاءات جديدة :

مقاهي ومطاعم وقاعة متعددة الاستعمالات وورشات حرفية ومراحيض

+ أشغال أخرى :

فضاء الاستقبال والحدائق والنافورات ومقاعد وبرجولات (واقيات من الشمس) وممرات للـراجلين.

ما بعد التهيئة :

وهكذا فستتحول مـرافـق الـقصبة ، حسب الدراسة نفسها ، إلـى فضاءات بحلة جديدة سوف تجمع بين عبق التاريخ والأصالة وبين المعاصرة. وعليه سوف تتحول السقوف والمخازن إلى قاعة للعروض، و الأبراج إلى ورشات حرفيـة ،مع بنـاء مقهى ومطعم بالجهة الشمالية الجنوبية ، وبالقرب منها مراحيض ، ثم ترميم مسجد أحمد الذهبي وفتحه للصلاة. وبجانبه قاعة متعددة الاستعمالات وتحويل برج المـاء قبلة للزوار. أما القصر سيتم ترميمه وتحويل بعض مرافقه الى مكان للاستقبال السياحي ودار الضيافة وفندق ومطعم تقليدي . وبجانبه ، تقترح الدراسة نفسها، بناء مكتبة وسائطية ومكتبة وصحف وأفران وورشات حرفية. أما مسجد مولاي اسماعيـل فیتم ترميمه وتحويله إلى فضاء تاريخي وقبلة للزوار .

خلاصة : 

إِنَّ تاريخ تادلة الغامض لـم يترك إلينا سوى أطلالا صامدة نتوسل من خلال التمعن فيها لفهم مـاضي المنطقة واستشراف مستقبلها  .وبالرغم من قساوة الحاضر على ما تبقى من معالم تراثية بالقصبة من عوامل طبيعية وبشرية واهمال للجهات المسؤولة ، إلا ان الساكنة لاتزال تتمسك بِبَصيص أمل من أجل إنقاذ هذه المعلمة التاريخية الشامخة الشاهدة على الحضارة المغربية ، سواء بترميم جميع مرافقها والحفاظ على طابعها التقليدي وتحويلها إلى قبلة للزوار كما وقع مع عين اسردون والقصر ، وكذا مع الوداية وصومعة حسان وأعمدة الساحة بالرباط . أو إعادة تهيئتها وتزيينها بحدائق و نافورات وبمطاعم ومقاهي ومتحف ومكتبات ، كما أشارت إلى ذلك دراسة مديرية التراث ، لتصبح موقعا أثريا وسياحيا يستقطب السياح والزوار من مختلف المدن من داخل وخارج جهة بني ملال خنيفرة خصوصا والمغرب عموما.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة