متابعة : عبد الله عزي
تحت شعار : ” قطاع الشباب والرياضة دعامة أساسية للتنمية الجهوية “
لقاء صحافي مفتوح للمديرة الجهوية لوزارة الشباب والرياضة لعرض استراتيجية القطاع بجهة بني ملال خنيفرة
الإعلان عن إنشاء قرية رياضية بمواصفات عالمية ببني ملال بغلاف مالي قيمته 700 مليون درهم
عقدت السيدة نجية بلمدني المديرة الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بجهة بني ملال خنيفرة، لقاء صحافيا بمقر دار الشباب المغرب العربي ببني ملال، شارك فيه إلى جانبها المدراء الإقليميون لكل من أزيلال، خنيفرة وخريبكة، في حين غاب المدير الإقليمي للفقيه بن صالح لإكراهات مهنية. وذلك لعرض الاستراتيجية الجهوية لقطاع الشباب والرياضة بجهة بني ملال خنيفرة.
كما شارك في هذا اللقاء عدد من الممارسين في حقل الصحافة والإعلام والممثلين لمجموعة من المنابر الإعلامية سواء الورقية أو الإلكترونية، إضافة إلى بعض الفعاليات الرياضية.
ويأتي هذا اللقاء كبادرة متميزة للمديرية الجهوية في إطار سعيها للانفتاح على محيطها داخل نفوذها الترابي الذي يتكون من خمسة أقاليم هي : أزيلال، خنيفرة، الفقيه بن صالح، خريبكة وبني ملال. والذي يفوق تعداد سكانه المليوني نسمة. والذي تم خلاله الإعلان عن إحداث قرية رياضية بمواصفات عالمية ومن الجيل الجديد، رصد لها غلاف مالي بقيمة 700 مليون درهم، والتي تأتي لإعطاء دفعة للدينامية التنموية التي تعرفها الجهة عامة ومدينة بني ملال خاصة، وتجسيدا كذلك للرؤية الملكية النيرة والتي تجعل من الرياضة عنصرا أساسيا لتطوير طاقات الشباب وملكاتهم الفردية.
وستشكل هذه القرية، التي تأتي كثمرة شراكة بين وزارتي الداخلية والشباب والرياضة ومجلس جهة بني ملال خنيفرة والجماعة الحضرية، فضاء للتدريب والتكوين من شأنه التحفيز على بزوغ مواهب وطاقات رياضية جديدة وواعدة في صفوف الأجيال الشابة.
وتميز هذا اللقاء في بعض اللحظات بتحوله إلى لقاء مفتوح، تناول عددا من النقط التي لا علاقة لها بموضوع “الندوة”، إلا أن المديرة الجهوية تعاملت معه باحترافية وهدوء، ورباطة جأش في بعض الأحيان، حتى لا يزيغ عن هدفه الإعلامي والتواصلي.
كما يأتي هذا اللقاء في إطار مقتضيات الجهوية الموسعة التي اعتمدتها بلادنا كقاطرة للتنمية والحكامة الترابية، وضمن الصلاحيات المفوضة للمديريات الجهوية ووفقا لتوجيهات وتوجهات الوزارة، التي تسعى إلى تنفيذ استراتيجية جهوية تهدف إلى تنمية الأنشطة والخدمات المقدمة للشباب والمرأة والطفولة، وتطوير مستوى الرياضة في إطار مقاربة تشاركية وإشراكية مع كل المتدخلين من جماعات ترابية ومؤسسات عمومية ومجتمع مدني.
وبناء عليه، تعمل المديرية الجهوية على وضع مخططات عمل بهدف النهوض بالقطاع من خلال تطوير البنية التحتية لدور الشباب وملاعب القرب وصقل مواهب الشباب. كل هذا ضمن استراتيجية عمل واضحة المعالم تهدف إلى تحقيق الجودة والقرب في تقديم الخدمات، وسعيا للنهوض بالجانب السوسيو ثقافي والرياضي.
كما تسعى المديرية الجهوية إلى إحداث قاعدة معطيات حول احتياجات الشباب والطفولة والمرأة، ومتابعة الوضع الرياضي على مستوى الجهة. كل هذا موازاة مع التدبير المعقلن للموارد البشرية ووضع مخططات وبرامج للتكوين المستمر لفائدتها، والسهر على تنفيذها وتقييمها.
ومن أهم ما تهدف إليه الاستراتيجية الجهوية، وضع مخطط عمل من أجل النهوض بالقطاع عبر ربوع الجهة، وذلك بتنظيم أنشطة رياضية لفائدة الشباب والأطفال والنساء، والرفع من مستوى أداء دور الشباب للمساهمة في تنمية قدرات روادها الإبداعية والفنية والثقافية، كل هذا بشراكة مع عدد من الفاعلين في مقدمتهم السلطات المحلية والجماعات الترابية والمجتمع المدني وباقي القطاعات الشريكة.
وترتكز الاستراتيجية الجهوية التي تم عرضها خلال هذا اللقاء الصحافي على المحاور والنقط التالية :
برامج الشباب :
برامج التوعية والتحسيس بدور الشباب : من خلال البرنامج الوطني للصحة المدرسية والجامعية، أنشطة النهوض بصحة الشباب، البرنامج الوطني لتنظيم الأسرة، البرنامج الوطني لمحاربة الأمراض المنقولة جنسيا وداء فقدان المناعة المكتسبة، والبرنامج الوطني للتربية البيئية والتنمية المستدامة ..
برامج التأطير : بواسطة أندية الموسيقى، أندية المسرح والسينما، أندية الفنون التشكيلية، أندية كرة الطاولة، أندية البلياردو، أندية الإعلاميات، أندية المطالعة واللغات الحية ودروس الدعم ..
برامج التوجيه : عبر توجيه رواد دور الشباب إلى الأندية حسب ميولاتهم، تعزيز المشاركة الفاعلة للشباب في الحياة الاجتماعية والمجتمع المدني وفي اتخاذ القرار، التوجيه في مسألة النهوض باحترام حقوق الإنسان والحكامة الجيدة، التوجيه في مجال تنمية ملكات الابتكار وإبراز الطاقات وخلق العمل الاجتماعي، التوجيه في محور التشغيل الذاتي وخلق المقاولات والتعاونيات ..
برامج الشؤون النسوية : تهدف إلى تكوين المرأة القروية في مجالات الشؤون النسوية وتنمية قدراتها في ما يخص الاستئناس المهني، وخلق دينامية محلية بهدف تسويق المنتوجات المحلية والرفع من مساهمة المرأة في الاقتصاد المحلي والداخلي، تعميم برامج محو الأمية وتعليم الكبار في أوساط النساء بالعالم القروي والحضري على السواء، خلق تعاونيات محلية وجهوية لتثمين منتوج المؤسسات النسوية، إعداد وبرمجة أنشطة نسوية بمختلف المحطات والمناسبات الوطنية وغيرها، إعداد وتتبع مشاريع إدماج الشباب في التنمية البشرية، تنظيم أنشطة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة وحفلات تربوية لنزيلات المركب الاجتماعي والسجن المدني ..
كما تضمنت الاستراتيجية الجهوية عددا من المشاريع التي تسهر المديرية الجهوية على تحقيقها وتطويرها، كمهرجان مسرح الشباب الذي يهدف إلى تتويج الموسم المسرحي لأندية مسرح الشباب المتواجدة والعمل على تأسيس أندية أخرى في أفق تعميمها على كل المؤسسات لنشر وترسيخ ثقافة مسرحية بين الشباب. والمهرجان الجهوي للفنون التشكيلية الذي يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الشباب للتعبير عن إمكانياتهم الإبداعية، وتشجيعهم وتحفيزهم لتطوير قدراتهم الفنية وخلق روح التباري البناء بينهم وامتلاك حس النقد الفني.
كما أن هناك مشروع رحلة الشباب، الذي هو عبارة عن لقاءات تواصلية وتفاعلية من خلال رحلات تنشيطية يشارك فيها حوالي 40 شابا وشابة من مختلف مناطق الوطن، يتم انتقاؤهم وفقا لمجموعة من المعايير المحددة لبلوغ هذه الغاية. وتعبر الرحلة مجموعة من المؤسسات التابعة للمديرية الجهوية، بهدف تنزيل وتنفيذ برنامجها التنشيطي والتثقيفي لفائدة رواد هذه المؤسسات.
كما يأتي ضمن هذه المشاريع بناء وتجهيز مراكز للأنشطة الشبابية وملاعب معشوشبة وملاعب للقرب وقاعات مغطاة ومسابح.
كما تنبغي الإشارة إلى أن كل هذه البرامج والخطوات تهدف إلى المواكبة المستمرة للشأن الرياضي والترفيهي بالجهة، والتقرب من الرواد والمستفيدين خصوصا والمواطنين عموما، والاستماع إلى حاجياتهم ومتطلباتهم، وإدماجهم ضمن البرامج التي تضعها المديرية الجهوية التي يبقى هدفها الأسمى خدمة كل المستفيدين من كل ما يرتبط بقطاع الشباب والرياضة.
وإيمانا بالدور الذي تضطلع به المديرية الجهوية في تدبير شؤون الممارسة الرياضية على الصعيد الجهوي، وانطلاقا من الإمكانيات والوسائل المتوفرة. تعمل المديرية على التنسيق مع مختلف الفاعلين من أجل خلق أنشطة رياضية تهتم بجميع الفئات العمرية، سواء تحت إشرافها المباشر أو عبر أنشطة الجمعيات الرياضية من خلال المشاركة والتمثيلية في منافسات الألعاب الوطنية للمدارس الرياضية، والمشاركة في نهائيات العدو الريفي القروي، وتفعيل وتنفيذ البرنامج الوطني ” أبطال الحي “، والتنشيط الرياضي الصيفي وتشجيع الرياضة النسوية.
واستعرضت السيدة نجية بلمدني خلال هذا اللقاء وفي سابقة غير معهودة، مجموعة من الأرقام والمبالغ الخاصة بالميزانية المرصودة لجهة بني ملال خنيفرة، سواء المتعلقة بالتسيير أو الاستثمار.
وسنعرض منها الأرقام والمبالغ والنسب المرصودة للاستثمار، لارتباطها أساسا بتحقيق كل الأهداف المسطرة بالاستراتيجية الجهوية التي كانت موضوع هذا اللقاء.
وهكذا تأتي المديرية الإقليمية بأزيلال في المرتبة الأولى بمبلغ إجمالي قدره 21 470 378.00 درهم بنسبة 39 في المائة، تليها المديرية الإقليمية لخنيفرة بمبلغ 18 184 078.00 درهم بنسبة 33 في المائة، ثم المديرية الإقليمية لبني ملال بمبلغ 10 347 878.00 درهم بنسبة 19 في المائة، فالمديرية الإقليمية للفقيه بن صالح بمبلغ 2 918 098.00 درهم بنسبة 5 في المائة، وفي الختام تأتي المديرية الإقليمية لخريبكة بمبلغ 2 207 878.00 درهم أي بنسبة 4 في المائة من إجمالي ميزانية الاستثمار المرصودة لجهة بني ملال خنيفرة والتي بلغت قيمتها 55 128 310.00 درهما.
ويبقى أهم ما يميز هذه الأرقام، استحواذ إقليمي أزيلال وخنيفرة على ما يناهز ¾ (ثلاثة أرباع) ميزانية الاستثمار في قطاع الشباب والرياضة بجهة بني ملال خنيفرة وفي إطار النهوض به ضمن الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها المديرية الجهوية، والتي تتطلب تظافر كل الجهود وتوفر النوايا الحسنة بعيدا عن كل الحساسيات والحسابات الضيقة التي لن تزيد إلا في تقهقر وتردي قطاع سمته النبل وسمو الأخلاق ..