محسن خيير
يعيش سكان جماعة أولاد كواوش، التابعة لدائرة أبي الجعد بإقليم خريبكة، معاناة يومية بسبب الوضعية الكارثية للطريق الإقليمية رقم 3535، التي تربط بين الطريق الوطنية رقم 12 والطريق الجهوية رقم 710 المؤدية إلى خنيفرة. وأمام تدهور هذه البنية الحيوية وغياب أي بوادر للإصلاح، لوّح السكان بتنظيم مسيرة احتجاجية للضغط على السلطات من أجل التدخل العاجل.
وتُعد هذه الطريق شريانًا رئيسيًا يربط بين عدة مراكز قروية في إقليمي خريبكة وخنيفرة، غير أن حالتها المتردية جعلت التنقل عبرها شبه مستحيل، خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول إلى برك مائية، وفي الصيف حين يزداد الغبار الكثيف. ورغم أنها مصنفة ضمن الشبكة الطرقية الرسمية، إلا أن أشغال التهيئة والصيانة غائبة تمامًا، مما زاد من معاناة مستعمليها، سواء من الساكنة المحلية أو من أصحاب العربات التي تعتمد عليها في التنقل والتجارة.
و يؤكد سكان الجماعة أنهم تلقوا وعودًا متكررة من رؤساء الجماعات التي تمر عبرها الطريق، خاصة خلال الحملات الانتخابية لعام 2021، حيث التزم المسؤولون المحليون بإصلاحها وتحسين وضعيتها. غير أن هذه الوعود بقيت حبرًا على ورق، ما دفع الساكنة إلى تصعيد مطالبها والمطالبة بتدخل عاجل من طرف وزارة التجهيز والسلطات الإقليمية لوضع حد لهذه المعاناة.
ومع تزايد الضغط الشعبي، دخلت جمعيات المجتمع المدني بدورها على الخط، حيث بدأت في حشد تأييد السكان من أجل تنظيم احتجاجات ميدانية، إذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم المشروعة. ويؤكد الناشطون المحليون أن فك العزلة عن دواوير الجماعة مرهون بإصلاح هذه الطريق، التي تعتبر بمثابة العمود الفقري لعدد من المناطق القروية.
كما طالب السكان المتضررون بإدراج الطريق الإقليمية رقم 3535 ضمن مشاريع الإصلاح ذات الأولوية، وتسريع عمليات التهيئة والتعبيد لضمان تنقل آمن ومريح. كما يدعون المسؤولين المحليين والإقليميين إلى الوفاء بوعودهم والالتزام بتوفير بنية تحتية تساهم في تحسين ظروف العيش وتعزيز التنمية المحلية.
أمام هذا الوضع، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أم أن معاناة سكان أولاد كواوش ستظل مستمرة إلى أجل غير مسمى؟
