هشام بوحرورة
كانت قرية تيغزى، التابعة لجماعة الحمام بدائرة أكلموس إقليم خنيفرة، تُلقب بـ”سويسرا الأطلس المتوسط”، نظراً لجمالها الأخّاذ ونظافتها وبناياتها المزركشة بالقرميد. هذه القرية المنجمية، التي سكنها الفرنسيون سابقاً، كانت نموذجاً يُحتذى به في مختلف المجالات الصحية والترفيهية، حيث زُوّدت بالمسابح والمرافق العصرية التي جعلتها وجهة مميزة.
لكن اليوم، تحوّلت الصورة تماماً، إذ باتت القرية تغرق في الأزبال والأوساخ التي تنتشر في كل زاوية، فيما أُغلقت المسابح وتعرضت للتدمير، كما أُزيل القرميد من غالبية المنازل، مما أفقد القرية جمالها الذي كان يبهر زوارها في الماضي.
إلى جانب التدهور البيئي والعمراني، يُلقي مشكل تسوية العقار بظلاله على حياة السكان، فرغم تنظيمهم في إطار ودادية لمحاولة إيجاد حل، إلا أن هذا الملف يراوح مكانه منذ سنوات. ورغم طرق أبواب مختلف الإدارات، لم يتم التوصل إلى حل جذري، فيما تستمر معاناة الساكنة وسط تبادل المسؤوليات بين الجهات المعنية.
ويأمل السكان أن يتدخل العامل الجديد ومعه عادل البراكات رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، لإيجاد حل لهذه المعضلة، كما ينتظرون انفتاح الشركة المنجمية “تويست” على دعم الجمعيات الرياضية والثقافية، والمساهمة في الحد من البطالة التي تدفع أبناء القرية إلى الهجرة داخل وخارج الوطن.
من جهة أخرى، يترقب سكان تيغزى الإسراع في إنجاز المشاريع المتعثرة، وعلى رأسها مشروع تكسية الملعب بالعشب الاصطناعي، وإصلاح الأزقة وقنوات الصرف الصحي، إلى جانب تنزيل تصميم معماري يُعيد للقرية رونقها الذي اندثر، ويُعيد إليها بريقها المفقود.